مواضيع اليوم

في ذكرى ميلاد سيد الكائنات طرائف ومفارقات . ...

فيصل عبدالحسن

2013-03-30 13:45:03

0

 

 

 

                                                                          بقلم:  فيصل عبد الحسن

حياة الرسول لم تكن دائما حياة جهاد وعبوس وأحزان ومعارك بل كانت أيضا حياة فرح، ومزاح طيب، وتعامل لطيف مع اصحابه وآل بيته . 
روى عن أنس بن مالك عن مزاح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه قوله: أن صهيبا دخل عليه وعينه وجعة وبين يديه تمر، فأقبل صهيب يأكل، فقال الرسول الكريم: أتأكل التمر وعينك وجعة ؟ فقال: إنما أكل بحذاء ( من جانب ) العين الصحيحة !! فتبسم صلى الله عليه وسلم،

تحل اليوم ذكرى ميلاد سيد الكائنات وأشرف الخلق، واحب الخلق عند الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذا اليوم الأغر يعجز القلم عن تعداد صفات هذا الرسول الكريم، فهو الجواد وهو العافي عن أعدائه، وهو الفقير مع الفقراء وهو من احبه حتى ألد أعدائه في دواخلهم، ومنعهم تكبرهم وجبروتهم من الأعتراف بهذا الحب، أو القول عن فضائله وشمائله، التي لم تقع عند بشر غيره، فالله تعالى يعرف أين يضع رسالته سبحانه، وحياة الرسول لم تكن دائما حياة جهاد وعبوس وأحزان ومعارك بل كانت أيضا حياة فرح، ومزاح طيب، وتعامل لطيف مع اصحابه وآل بيته . 
روى عن أنس بن مالك عن مزاح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه قوله: أن صهيبا دخل عليه وعينه وجعة وبين يديه تمر، فأقبل صهيب يأكل، فقال الرسول الكريم: أتأكل التمر وعينك وجعة ؟ فقال: إنما أكل بحذاء ( من جانب ) العين الصحيحة !! فتبسم صلى الله عليه وسلم، ويروي ان رجلا من قبيلة أشجع يقال له زاهر بن حرام لا يزال يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالهدية من البادية والطرفة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن زاهرا باديتنا ونحن حاضرته، فبينما هو في بعض أسواق المدينة، إذ أتاه النبي صلى الله عليه وسلم من ورائه من دون أن يعلم، فاحتضنه وصاح بصوت جهوري: من يشتري مني هذا العبد ؟ فالتفت الرجل مذعورا من فكرة العبودية، وأن يباع كعبد في السوق، ويفقد حريته، فالتفت الرجل، فإذا هو برسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل يده، الممسكة به، وقال تجدني كاسدا يا رسول الله !! فقال: لا، لكنك عند الله ربيح. 
لقد عاش الناس في ظل الدين الجديد حياة فيها العبادة، والأستعداد للجهاد في كل لحظة، والكدح لحفر الآبار وأعمار الأرض الزراعية في أطراف المدينة، لتوفير ما يحتاجه أهل المدينة من شراب وطعام، وأثناء ذلك اللهاث والتعب من أجل لقمة العيش، والأنغماس في الحياة الروحية الجديدة، المتمثلة بالدين الإسلامي، وفهم شرائع هذا الدين، كانت حياتهم أيضا مملوءة بالمسرات، وكانت تقع الكثير من الطرائف والمفارقات، التي تذكرنا بسماحة أولئك الذين حملوا هذا الدين السمح للبشرية، وخفة ظلهم، وحبهم للحياة من خلال أستمتاعهم بما يقع من مفارقات، وطرائف، ونقلها بينهم حتى تصل إلى سمع الرسول وصحابته، وآل بيته رضي الله عنهم جميعا. 
ويروى القرطبي في كتابه جمع الجواهر قوله: " أتى إعرابي قاصدا الرسول صلى الله عليه وسلم يوما، وكان مغموما ممتقع الوجه، فقيل للأعرابي: لا تكلمه وهو على هذه الحالة، فقال لن أتركه حتى يضحك !! ثم جثا بين يديه، فقال : يا رسول الله، بأبي أنت وأمي !! إن الدجال يخرج، وقد هلك الناس جوعا فيأتيهم بالثريد، فترى أن أكل من ثريده حتى إذا تضلعت ( امتلأ بطني حتى وصل الطعام ضلوعي - كناية عن الشبع الشديد- ) كذبته واستهزأت منه !! فضحك صلى الله عليه وسلم وقال: يغنيك الله بما يغني به المؤمنين، حينئذ . 
" ويروي عن أم سلمة رضي الله عنها: خرج أبو بكر رضي الله عنه في تجارة إلى البصرة قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه سويبط بن حرملة، وكان قد شهد بدرا، ومعه ايضا نعيمان، وكان مزاحا، وكان سويبط على الزاد فقال نعيمان أطعمني ! فقال سويبط: حتى يجيء أبو بكر، فقال: لأغيظنك، فمروا بقوم يشترون العبيد، فذهب إليهم نعيمان خلسة وقال: أتشترون مني عبدا ؟ فقالوا نعم ! فقال: أنه عبد كثير الأعتداد بنفسه، لئيم، وله كلام كثير، وهو قائل لكم: أنه حر، فإذا قال لكم هذه المقالة، وتركتموه من دون أن تشتروه، فأنتم ستفسدون علي عبدي، ولا اعرف بعد ذلك بيعه لأحد. 
فقالوا: بل نشتريه، ونكممه، ونقيده فلا يستطيع أن يقول أو يفعل شيئا، قال: فاشتروه مني بعشر قلائص، وما أن أشار لهم إلى سويبط، حتى أسرعوا إليه، فوضعوا في عنقه حبلا، فقال سويبط معتدا بنفسه: إني حر ولست بعبد، وهذا يستهزىء بكم، فقالوا له: قد خبرنا خبرك !! وعرفنا تمردك على سيدك !! فكمموه وقيدوه، وانطلقوا به. 
فجاء أبو بكر رضي الله عنه يسأل عن سويبط، فأخبروه الخبر، فاتبع القوم حتى بلغهم، ورد عليهم مادفعوه ثمنا لسويبط من قلائص، ولما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبروه الخبر، ضحك صلى الله عليه وسلم . 
ويروي عن سويبط بعد أن كف بصره بعد سنوات من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول: " لقيه نعيمان في المسجد، وهو يقول: من يخرجني حتى أبول ؟ قال: أنا، واخذ بيده فمضى به إلى زاوية في المسجد عامرة بالناس، فقال له بلؤم: بل ههنا !! 
فلما كشف ثوبه، صاح عليه الناس من كل ناحية، فقال: من غرني ؟ قالوا: نعيمان، فقال: الله علي لئن لقيته لأضربنه بعصاي !! فلقيه نعيمان بعد أيام، فقال: أتحب أن أدلك على نعيمان لتوفي نذرك ؟ !! قال: نعم، لله أبوك ! فأخذ بيده حتى أتى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو يصلي، فقال: هذا هو!! فرفع عصاه وضربه، فصاح به الناس، وقالوا أوجعت أمير المؤمنين، فقال: من قادني ؟ قالوا نعيمان، قال: لا يغرني بعدها !! " 
لقد تعلم ذلك الرهط من المجاهدين الكرام من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فن العيش السعيد، فوقت الجهاد هم خير مجاهدين في سبيل الله، ووقت المعاملة مع الناس فهم خير وألطف الناس في المعاملة، في بيوتهم وفي الأسواق، ومع الجار والصديق، اللهم صل على محمد وآل بيته وأصحابه وأبعثه المقام المحمود الذي وعدته انك لا تخلف الميعاد ... 
ذكرى مولدك يا سيدي رسول الله اليوم تبعث فينا الأمل والقوة لنعانق صباحات جديدة مفعمة بالخير والمحبة والبركات. 
كاتب عراقي يقيم في المغرب



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !