ان حديثي اليوم لهو حديث قلب لا حديث جسد وحديث فرد لا حديث مجتمع إنه حديث يتسع له المكان والزمان وتفرح به القلوب والابدان يراه الصغير فيعتبره لهوا ويراه الكبير فيعتبره جنة الله في أرضه ذاك هو حديث اليوم و أولاً قبل أن أبدأ حديثي أود من كل من يقرأ هذه الاسطر التي سطرها قلمي بمداد مشاعري وأحاسيسي أن يحتمل مني الخطأ وأن يعفو عن زلاتي ( عفى الله عني وعنكم وجمعني وإياكم في جنة عرضها السماوات والارض ) فالحديث حديث عذب نابع من القلب ففي هذه الكلمات التي تقرأها بعض روحي إن لم يكن جله لأنه حديث عن الحب وهو حديث لم يسبق لي أن تطرقت اليه على الأقل ليس بهذه الطريقة فأنا اليوم مجرب لا مناظر ومحب لا متخاذل وعاشق ذاق حلاوة العشق وحالي اليوم كحال إمام الشعراء وشاعر العرب الأول شاغل الناس ومالئ أحاديثهم بذكره أبا الطيب المتنبي فقد كان في بداية حياته مثلي لا يعرف العشق والهيام فلا يعرف من الحب الا ما عهد عليه الناس من حب الله ورسوله وحب الوالدين والشعر والفروسية وبعد ذلك تعرضت له الدنيا وأرته العشق الذي لم يألفه والحب الذي لم يذقه فقال:
وعذلت أهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لا يعشق
وأنا والله عجبت كيف يموت من لا يعشق بل كيف يحيا المرئ بلا عشق يتمكن من قلبه وهواه وليس أصدق من قول المتنبي الا قول القائل:
وما الناس إلا العاشقون ذوو الهوى ولا خير فيمن لا يحب ويعشق
إن البيئة التي قد عشت وتربيت فيها لم اتعلم فيها سوى حب الله ورسوله والدين والوالدين والأصدقاء أن وجدوا فلا نعرف من الحب سوى الحب في الله ومن الاخوة إخوة الدين فعركتنا الحياة وأظهرت لنا وجهها الآخر وأخبرتنا أن هناك أموراً لا يستطيع الآخرون من تعليمنا إياها بل ذاك من واجب الحياة أن تعلمنا فخضنا غمار الحروبمع النفس والهوى وتجلت لنا الحياة في أصعب صورها فأين نحن وهذا الحب الذي لم نكد نلمحه حتى أطار عقولنا وبتنا كالمجانين أن لم نكن أسوأ حالاً من المجانين وكل هذا يحدث مع من مثلي وأنا أنا ( لا أدعي المدح إفتراءً ولكن الحقيقة أنني خبير بأغاني وأناشيد الست (كوكب الشرق) ) فكم تغنيت بأبياتها وكل غايتي منها أن أشعر بتلك الكلمات التي قد أطارت لبي وجعلتني هائماً على وجهي فإذا بالحلم يصبح واقعا لا مفر منه وكم تغنيت ببعض أبيات قصيدة ( أغنية ) الأطلال ورددتها على مشهد من الناس فتقول :
يا حبيباً زرت يوماً أيكأ طائر الشوق أغني المي
فأتمايل مع هذا البيت طربا وأعش أجمل لحظات حياتي فتتبعها قائلة:
هل رأى الحب سكارى مثلنا كم بنينا من خيال حولنا
فأتذكر كل تلك الأماني التي قد تمنيتها منذ عهد الصبا فتزيد أهاتي وتختم القصيدة قائلة:
يا حبيبي كل شيء بقضاء ما بأيدينا خلقنا تعساء
ربما تجمعنا أقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء
فـإذا أنـكــر خـلُ خـلــه وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كلُ الى غايتــه لا تقل شئنا فإن الحظ شاء
وأين أنا وأين أنت عندما غنت تلك الأغنية الرائعة التي جعلت من حياتي ألوانا كألوان قوس قزح وجعلت لحياتي معنى بعدما كنت أعيش ضائعا بين جنبات هذه الدنيا الفانية الا وهي أمل حياتي وما أجملها حين تنشد ختام القصة بصوتها قائلة:
أنت خلتني أعيش الحب وياك
ألف حب
كلما نظرت أليك بحبك
بحبك من جديد
وأفضل أحبك
انا حبيت في عيونك الدنيا
كل الدنيا
حتى عواذلي أو حسادي
حتى عواذلي أو حسادي
كل الناس حلوين
في عنيى حلوين
طول ما عنيه شايفه الدنيا
وانت قصادي
فتتساقط بعد الدموع من عيني دون قصد حزناً على نهاية هذه القصة وهكذا فمع كل قصيدة أو أغنية غنتها الست قصة جميلة ترويها لك بصوتها الشجي فتبدأ هذه الارجوزة بالحب كده وسيرة الحب ومن أجل عينيك وأراك عصي الدمع وللصبر حدود وهذه ليلتي وأنا أتقلب على نار الجمر مما أجده في هذه الاغاني ومما اتجرعه من الآلآم من عشقي الذي لم أكد أصارح به حتى نفسي وكل تلك الأغنيات لم تغني عني شيئا عندما عشقت ووجدت توأم روحي فأصبحت حياً بعدما كنت ميتاً منذ إحدى وعشرين عاماً خلت وقد أصبحت عاشقاً بعدما كنت طائشاً وأصبح فكري لا يفارق من أحبه أبحث يمنة ويسرة عن حبيبي خلاه الدهر وقد أصبحت سعيداً بعدما كنت تعيساً تغيرت نظرتي الى الحياة بمجرد شعوري بهذه الأحاسيس لأول مرة في حياتي كما كنت أدعي كذباً بأنني لا ولن أحب أو أعشق من لم يذق الحب فهو محروم وكانت حياته هباءً منثورا وكم تغنيت وتمايلت طربا مع نور مهنا وأغنيته سمعا وطاعة ورددت معه وحفظت بعض مقاطعها فيقول :
سمعاً وطاعة
أمرك هوايه
أوعدك يا حبيبي
حتفضل حبيبي لآخر الزمان
ليه تسبني كفايه يا ريتك
وننسى اللي كان
انت حبيبي اللي اتمنيته
واللي عشقته في يوم ما رأيته
واللي هويته
قلت يا ريته
يبقى في ليل الحب معاي
لكم أبدى العشق من تطورات حيال هذا الفتى فلقد تحول هذا الفتى الطائش العازب المستهتر الى رجل عاشق مغامر لا يطلب من الحياة سوى أن يلقى حبيبته لقدج دأب هذا العاشق الولهان على قرأءة كل كتب الأدب في الغزل كي يسير بسيرة خلفاءه فلم يترك منذ عهد الملك الضليل امرؤ القيس الى يومنا هذا عاشق الا وحاوره وشاعر الا وأخذ من شاعريته حتى أصبح في نظر نفسه وحيد عصره وفاق أقرانه من العشاق فما لهذا العشق يأبى ألا أن يعذب عاشقاً قد أضناه الحب لو كان بمقدور المرء أن يصف مشاعره وأحاسيسه ليعرف الآخرون ما الذي يتجرعه العاشق الولهان لكان لهذا العاشق أن يقتنص الفرصة لتحقيق ذلك ولكن:
ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تأتي الرياح بما لا تشتهيه الأنفس.
التعليقات (0)