مواضيع اليوم

في الحاجة لأمثال جميد شباط و علي عمار

عزالدين أمزيان

2009-05-07 21:02:39

0

 

 

حتى و إن كانت أنفلونزا الخنازير هي المسيطرة على أحاديث الناس، أكان ذلك على الصعيد الوطني أو العالمي، فإن حميد شباط عمدة العاصمة العلمية، و علي عمار صاحب الكتاب الصادر حديثا " محمد السادس .. سوء الفهم الكبير " استطاعا معا أن يملأ الكثير من بياض صفحات الجرائد المغربية، التي وجدت في موضوعهما مادة دسمة لتحقيق بعض من المبيعات الإضافية في عز الأزمة التي يمر منها المستهلك المغربي، و التي تأثر بشكل سلبي على مبيعات الصحف الوطنية، المتدنية أصلا.

 

فالأول، و هو ينتمي لحزب الاستقلال أطلق عددا لا حصره له من القنابل خلال الشهور الماضية، ليبقى أبرز خرجاته الإعلامية تلك المتعلقة باتهامه للمهدي بن بركة بضلوعه المباشر في قتل و تصفية الكثير من المغاربة نهاية خمسينيات القرن الماضي و بداية ستينياته، في سابقة هي الأولى من نوعها داخل المملكة المغربية، أن يتجرأ مسؤول حزبي حزبه مشارك في حكومة محمد السادس، على إطلاق مثل هذا الكلام في شخص المهدي، الذي تحول بقدرة قادر إلى قاتل يبحث شباط عن أسماء الأشخاص الذين قتلهم، بعدما كان مقتولا يبحث له رفاقه عن من قتله و البحث عن مكان تواجد جثته.

 

أما الثاني، هو بالمناسبة صحافي، كسر قاعدة أن يكتب الآخرون الأوروبيون، و خاصة الأقلام الإسبانية و الفرنسية، عن شؤون المملكة المغربية، و ذلك بالنبش في الحياة الخاصة للملك الراحل الحسن الثاني و وريث عرشه محمد السادس، فأصدر كتابا هو الأول من نوعه بالمغرب، يحكي فيه بجرأة زائدة تفاصيل العشر سنوات التي قضاها كمدير تحرير أسبوعية لوجورنال، التي شكلت مع نهاية عقد التسعينيات المتزامن مع الأيام الأخيرة للملك الراحل، تيار المعارضة بعد إسكات صوت المعارضة السابقة و إدخالها خاضعة مطيعة للقصر الملكي، حتى يضمن الحسن الثاني تسليم سليم لعرشه لولي عهده.

 

السؤال المطروح و بإلحاح شديد في حالة هاتين الشخصيتين، هو ماذا لو كان المغرب يتوفر على أمثالهم و بأعداد متوفرة، ألم يكن بالإمكان المساهمة الفعلية في الكشف عن الكثير من الحقائق التي ظلت مجهولة و حبيسة المشاركين فيها، كما أن الكثير من الأمور ستتطور للأحسن، نتيجة النقاش الذي سيطرح و يخلفه الخروج الإعلامي لأمثالهم.

 

فالمؤكد أنه لو أمكننا العثور على أمثال علي عمار و حميد شباط لشاهدنا نقاشات حادة و ايجابية، بعيدة عن لغة الخشب، و الرتابة التي مللنا سماعها من أفواه الآخرين، و قراءتها من أقلام الصحافيين الذين لم يستطيعوا رغم السنوات الطويلة من تطوير أنفسهم، و المساهمة بالتالي في إغناء الساحة الوطنية بإصدارات تؤرخ للكثير من الأحداث و المحطات السياسية، كما هو الحال بالدول التي يحترم  فيها رجال الإعلام قراءهم و ليس احتقارهم و استحمارهم كما يحدث بأجمل بلد في العالم.

 

لكن، و بما أن حميد شباط و علي عمار يشكلان الاستثناء الوحيد بين العباد داخل البلاد، فلن ننتظر أي تتطور في مستقبل الأيام، بل على العكس من ذلك سنرى كيف ستعمل الكثير من الجهات على التصدي لهما، و محاولة وضع حد نهائي لهما، و إقبار تجربتهما التي نحن في أمس الحاجة لأمثالها، حتى يتم كشف قناع الكثير من الأشخاص الذين تمتعوا بعناية خاصة، و ساهم الإعلام بمختلف أصنافه في جعل المواطن العادي يتصورهم كعباقرة لم تلد أرحام المغربيات مثيلا لهم، كما هو الحال في حالة المهدي بن بركة.

 

في الأخير، لا يسعني سوى تقديم عبارات الإحترام و التقدير لحميد شباط و علي عمار، لسبب واحد و وحيد، يتعلق بجرأتهما في كشف المستور، و شجاعتهما الكبيرة في البوح بما يخالج صدورهما من هموم تهم عامة الشعب، و ما يفكران فيه أمام الملأ بدون عقدة خوف من ردة فعل الآخر المستهدف من خرجاتهما الإعلامية، كما هو الشأن بالنسبة لكل المسؤولين و الإعلاميين الذي تقلدوا مناصب حساسة بمملكة الحسن الثاني و محمد السادس.                       1 ماي 2009




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !