غزة -
يتهم الأردن أنّـــه المدرب والمزور الرئيسي لقوات حركة فتح بالسلاح وأنّ قـوات الأمـن الفلسطينية التي تدرب في الأردن هي الأكثــر إلتزامـــاً وإصــــراراً على القضاء على المقاومة الفلسطينية…
مركز الإعلام التابع رسميـــاً إلى حركــة حمــاس يقول :
إنّ الفعل السياسي والدبلوماسي الأردني على الأرض كـان شريكــاً للجهود المصريـة والسعوديــة في مسـاعدة إسرائـــيل ومنحها الوقت الكافي للقضاء على المقاومة في غزة والحرص عل منح إسرائيل بالدبلوماسية ما لم تحصل عليه بالحرب …
حماس تتهم المستشفى الميداني الأردني في غزة على أنّـــه عنوانـــاً جديـــداً لمديرية المخابرات الأردنيــة لمعرفة كل شيء عن المقاومة تمهيــداً لإجتيــاح وعدوان إسرائيلــي جديــد …
تاليـــاً نـص المقــال المنشــور لــدى المركــز الفلسطينــي للإعــلام :
حمــاس والنظــام الأردنــي … هـل انتهـى شهـر العســل ؟
صــــــلاح حميــــدة
تعتبر جذور العلاقة بين حركة حماس والنظام الأردني، امتدادأ للعلاقة بين هذا النظام وجماعة الاخوان المسلمين، وقد تميزت العلاقة بين النظام الأردني والاخوان بأنها علاقة جيدة، نظراً لاحتضان النظام هناك بقيادة الملك الأردني السابق الحسين بن طلال لهم لعداءه لنظام عبد الناصر الذي كان يقمعهم.
شهدت هذه العلاقة انتكاسة شديدة بعد وفاة الملك حسين وتسلم ولده الملك عبدالله لمقاليد الحكم، وقطع النظام الأردني كافة الحبال مع حماس، وامتد ذلك إلى تضييق كبير على جماعة الاخوان في الاردن.
بقيت العلاقة بين حركة حماس على سوئها حتى قبل( معركة الفرقان) في قطاع غزة، فقد كان غريباً الانفتاح المفاجىء من النظام الأردني على الاخوان وعلى حماس في نفس الوقت، ولكن بالرغم من المساحة الواسعة التي منحت لحرية التعبير للاخوان للتضامن مع المحاصرين في غزة، كان التواصل مع حماس عن طريق قناة مخابراتية برئاسة مدير المخابرات محمد الذهبي، وعلى أضيق المستويات، ولم تتطرق إلا إلى قضايا أمنية، ولم تحدث انعطافه في العلاقة، ولم تعد العلاقة إلى دفئها السابق.
تزامن مع ذلك بعض التصريحات الجدلية التي صرحها الملك الأردني، حول رفضه للحرب على حماس، أو أن هناك مؤامرة على القضية الفلسطينية، متزامناً مع تساوق الاعلام الرسمي الاردني مع التضامن الشعبي مع المحاصرين والمقتولين في غزة.
خلال (معركة الفرقان) كان الفضاء الممنوح للتضامن مع الفلسطينيين في غزة شبه كامل، مع خط أحمر يتعلق باقتحام السفارة الاسرائيلية، وهو ما ظهر جلياً أمام الاعلام، فيما الفعل السياسي والدبلوماسي على الأرض كان شريكاً للجهود المصرية والسعودية في مساعدة إسرائيل ومنحها الوقت الكافي للقضاء على المقاومة، والحرص على منح اسرائيل بالدبلوماسية ما لم تحصل عليه بالحرب.
ما إن وضعت الحرب على غزة أوزارها، حتى أقيل مدير المخابرات الاردني(بضغوط أمريكية إسرائيلية)، وعين مكانه مدير آخر، تحت عنوان أنه كان يوصي بالتعاون مع حماس، وأن محمود عباس لا رجاء منه، وأن على النظام الأردني أن ينضم إلى محور الممانعة إذا أراد حماية ذاته وإطالة عمره.
من خلال ما سبق يستنتج أن محاولات التقارب مع حركة حماس والاخوان من النظام الأردني، لم تكن سوى توجهات تكتيكية للخروج من عين العاصفة بأقل الخسائر، واتبع النظام سياسة مشابهة لما قام به خلال العدوان الامريكي على العراق عندما احتل الكويت.
كما أن هذا النظام حدد خياراته السياسية الاستراتيجية في المنطقة بالتحالف مع أمريكا وإسرائيل، ويعتبر هو المدرب والمزود الرئيسي لقوات حركة فتح بالسلاح،مضافاً إلى ذلك، أن أكثر القوى الأمنية الفلسطينية التزاماً وإصراراً على القضاء على المقاومة هي التي يتم تدريبها وتسليحها من قبل النظام الاردني، ولذلك كان من غير المعقول استساغة وقوفه الصوري والاعلامي مع المقاومة الفلسطينية، الذي جاء فقط من أجل تنفيس الاحتقان الداخلي، بدلاً من أن ينفجر في وجهه، وأعتقد أن هذه العلامات كانت خير دليل على علم هذا النظام بقرب ارتكاب المذبحة في غزة.
التنفيس الشعبي أيضاً ليس جديداً على هذا النظام، فهو يكشف للقوى الأمنية خزاناً من المعلومات، ففي الخمسينيات من القرن الماضي، أطلق النظام الحريات بالتظاهر لكل الأحزاب، وكانت طبعاً عيون مخابراته تتابع كل شيء، وفي النهاية كان معارضي النظام من البعثيين وغيرهم، يعلقون ويضربون بالفلقات حتى يعلنوا التوبة عن معارضتهم، ويعتبر البعثي السابق صالح القلاب الذي يعتبر الآن من أكثر السياسيين عداءً لنهج المقاومة وأكثرهم قرباً للنهج الأمريكي المتصهين في العالم العربي، من الذين كانوا معتقلين في تلك الفترة، وانقلب بعدها من( تقدمي) متطرف، إلى( رجعي) متصهين متطرف؟!.
ويعتبر آخرون أن ً إرسال النظام الأردني ما يعتبرونه ( مديرية المخابرات) إلى غزة تحت ستار( مستشفى ميداني) عنواناً جديداً لبداية العمل المهني الجاد لمعرفة كل شيء عن المقاومة، تمهيداً للمعركة القادمة، والتي قد تكون بعد شهر أو شهرين، فأي مراقب يلحظ أن ما يتم في القاهرة حتى الآن عبارة عن إدارة أزمة، حتى تنتهي الانتخابات الاسرائيلية بلا (هدايا قسامية)، وأنه لا يوجد في هذه المفاوضات التي تدار بخبث من المخابرات المصرية أي تحولات جذرية في التعامل مع المقاومة، و لذلك يعتبرالعديد من المحللين أن المبالغة في الحذر من قبل المقاومة من المخابرات الدولية والاقليمية، مضافاً إليه فاعليتها وسريتها المطلقة، وقدرتها على بناء قدراتها، واستخلاص العبر من الحرب بسرعة، والقدرة على إيلام العدو من أهم ما يمنع العدوان، أو لنقل عودته بسرعة، وتعتبر العملية النوعية في كيسوفيم (ضربة معلم) فيما يتعلق بهذا الصراع …
التعليقات (0)