مبدأ:عبادة الله بالحب وحده لاخوفا من النار ولا طمعا فى الجنة.
جاء فى كتاب-المختار من كلام الأخيار-لمحمد علوى مالكى عن على بن الموفق قال:اللهم
ان كنت تعلم انى أعبدك خوفا من نارك فعذبنى بها وان كنت تعلم انى أعبدك طمعا فى جنتك فاحرمنى منها وان كنت تعلم انى أحبك حبا منى لك شوقا الى وجهك الكريم فأبحنيه.
وقد حكى الشعرانى عن رابعة العدوية-والعهدة عليه-أنها قالت- لما قرئ عندها قول الله تعالى:"وفكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون"قالت:يعدوننا بالفاكهة والطير كأننا أطفال.
ويكفى فى مناقشة هذا الكلام أن نذكر بقوله عز وجل:"تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون
ربهم خوفا وطمعا"السجدة 16.
ويقول-جل جلاله-عن زكريا-عليه السلام-وأهله:"انهم كانوا يسرعون فى الخيرات ويدعوننا
رغبا ورهباوكانوالنا خشعين"الأنبياء9.
ويقول تعالى:"ولمن خاف مقام ربه جنتان"الرحمن46.
ويقول عن ابراهيم-عليه السلام-:"واجعلنى من ورثة جنة النعيم"الشعراء85.
ويقول عن عباد الرحمن:"والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما"الفرقان65.
ويقول تعالى عن الملائكة:"يخافون ربهم من فوقهم"النحل50.
هذا عن الخوف والطمع أما عن الحب فيقول-سبحانه-:"يأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله يقوم يحبهم ويحبونه"المائدة54 ويقول"قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى
يحببكم الله"آلعمران31.
والآثار اليقينية الدالة على رجاء النبى-صلى الله عليه وسلم-رحمة الله وجنته واستعاذته من
النار أكثر من أن تحصى .
وهناك ملحوظة هامة:اذا لم يخف المؤمن ربه فمن يخاف؟ واذا لم يطمع فيما عند الله ففيم يطمع؟ .
وملحوظة أهم:ان لله الأسماء الحسنى ومنها ما يقتضى الخوف مثل:"القهار-الجبار-القابض-
المانع-المميت"...ومنها مايقتضى الرجاء والطمع مثل:"المنعم-الباسط-الكريم".....
فاذا لم يكن خوف من الله تعالى ولم يكن طمع فيما عنده فمعنى ذلك تعطيل بعض أسمائه وصفاته عز وجل.
والخلاصة:أن على المؤمن أن يلتزم الكتاب والسنة وأن يهجر وساوس الشيطان وأن يعتقدعلى
سبيل القطع أنه لا نجاة للانسان الااذا قامت علاقته بالله -جل جلاله- على ثلاثة خطوط متوازيةوهى:الخوف والطمع والحب. والحمد لله رب العالمين .
ولا يزال الحديث -بمشيئة الله تعالى-موصولا.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعليقات (0)