المبدأ الثانى فى التصوف:الغلو فى النبى -صلى الله عليه وسلم-
فهم يقولون أنه خلق قبل الكائنات يقول -الحلاج-وهو من كبرائهم-فى كتابه الطواسين:كان مذكورا قبل القبل وبعد البعد.ويستشهدون بحديث:"كنت نبيا وان آدم لمنجدل فى طينته"
وهم يقولون انه-صلى الله عليه وسلم-يعلم الغيب ويتصرف فى الكون ثم يثبتون ذلك لأنفسهم
وهذا واضح فيما نقله الشعرانى فى الطبقات عن ابراهيم الدسوقى -وقد أوردناه عند الحديث عن المبدأ الأول- وأما علمهم بالغيب فالشعرانى يثبت ذلك فى كتاب-الأجوبة المرضية-يقول:ومما يتميز به الصوفية عن الفقهاء الكشف الصحيح عن الأمور المستقبلة وغير ذلك
فيعرفون ما فى بطون الأمهات أذكر هو أم أنثى أم خنثى.
وأما تصرفهم فى الكون فقد مر عليه شواهد ولكنى أسوق ما جاء فى طبقات الشعرانى:
أخبرنى سيدى محمد الشناوى أن شخصا أنكر حضوره مولد أحمد البدوى فسلب الايمان فلم
يكن به شعرة تحن الى دين الاسلام فاستغاث بسيدىأحمد رضى الله عنه فقال:بشرط الا تعود
قال:نعم.فرد عليه ثوب ايمانه ثم قال له:ما تنكر علينا؟قال:اختلاط الرجال والنساء قال له سيدى أحمد:ذلك واقع فى الطواف ولم يمنع أحد منه ثم قال:وعزة ربى ماعصى أحد فى مولدى الا تاب وحسنت توبته واذاكنت أرعى الوحوش والسمك فى البحاروأحميهم من بعضهم أفيعجزنى الله عن حماية من يحضر مولدى ؟
وجاء فى -الفتوحات المكية-لابن عربى-باب الحج:أن الكعبة كلمته وكذلك الحجر الأسود
وأنها طافت به وتتلمذت له وطلبت منه ترقيتها الى مقامات أعلى فرقاها.
مناقشة ذلك:
اما قولهم بخلقه-صلى الله عليه وسلم-قبل الكائنات فيخالف قوله تعالى:"واذقال ربك للملئكة
انى جاعل فى الأرض خليفة"البقرة 30 وقال:"ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون والجان خلقناه من قبل من نار السموم "الحجر26-27 فالآيات تقرر خلق الانسان
أخيرا أما الحديث فلا يثبت ما قالوه فأنا وأنتم وكل شىء كان مكتوبا عند الله وآدم فى طينته
بل قبل ذاك بما علم الله من السنين.
وأما علمهم الغيب والتصرف فى الكون فقد نفى الله ذلك عن حبيبه-صلى الله عليه وسلم-بل
وأمره أن يبلغ هذا للناس:"قل لاأملك لنفسى نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء ان أنا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون"الأعراف188. وأثبت -عز وجل-ذلك لنفسه"ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما فى الأرحام وماتدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت ان الله عليم خبير"
لقمان 34.ولا يزال الحديث موصولا بمشيئة الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التعليقات (0)