أعلن الفنان المصري محمد صبحي عبر مداخلة هاتفية مع التلفزيون الرسمي المصري يوم السبت 12 فيفري ، أي بعد يوم من سقوط حسني مبارك ونظامه: الثورة المصرية بكل طبقاتها وفئاتها نجحت في تحقيق أهدافها ومطالبها، بدءا من تنحي الرئيس مبارك ونظامه، مرورا بوضع نهاية لعصر الانتخابات والاستفتاءات المزورة، والتأسيس لدستور جديد يساير روح القرن الحادي والعشرين·
وأضاف يقول: الثورة مع ما كشفته من عبقريات وإبداعات الشعب المصري أمامها مشوار طويل لإنجاز مهام الثورة، وأرجو أن يمنح شباب الثورة فرصة لقواتنا المسلحة التي حمت الثورة منذ أن نزلت الشارع في 28 يناير وحتى تخلي الرئيس مبارك عن منصبه، كي تعمل وتنجح·
وبدا محمد صبحي من خلال هذه التصريحات، أنه عرّاب الثورة الشعبية التي انطلقت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، وتمكنت في ثمانية عشرة يوما من إسقاط واحد من أكبر الأنظمة بوليسية وتخلفا في العالم· وبلغت جرأة محمد صبحي إلى درجة أن وصف الأنظمة التي على شاكلة نظام مبارك السابق بأن حكامها يتعاملون كالآلهة وأن ثورة 25 جانفي أنهت عقودا طويلة من الذل والاضطهاد وحكم الفرد في مصر·
كان ذلك يوم السبت 12 فيفري عندما انتصرت الثورة، أما قبل ذلك بأيام فإن محرك غوغل يؤكد أن محمد صبحي كان له رأي مختلف تماما، بل مناقض للموقف الذي أصبح يتبناه حاليا· وعند الحديث عن اندلاع الثورة المصرية يوم 25 جانفي الماضي، متحديا عيد الشرطة الرسمي الذي صادف ذلك اليوم، رفض الفنان الملتزم محمد صبحي يوم الغضب ذاك الذي كان بداية للثورة، قائلا إن مصر في ظل حكم مبارك تنعم بحرية تعبير تحسد عليها، رفض بشدة مقارنة الحالة المصرية بالحالة التونسية التي أدت إلى ثورة أطاحت بحكم بن علي، وجاءت تصريحات محمد صبحي موثقة ونقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط للأنباء، حيث قال محمد صبحي بعبارة صريحة: أنا أقول إن هذه اللحظة خطر على مصر، ولا يصح أن نقلد دولا أخرى أو مجتمعات أخرى لأننا لنا شخصية وهوية مستقلة، وأتفق مع أي إنسان يريد أن يحتج، ولكن أختلف (معه) في اختيار التوقيت والمكان المناسبين· وأضاف يقول: قبل قيام البوعزيزي في تونس بحرق نفسه كانت توجد في مصر حالات انتحار ولكنها لم تؤد إلى ثورة، وغير منطقي أن نقارن رئيس برئيس أو نظام بنظام· وأكد يقول: نعيش في مصر حرية إعلامية ملموسة ونقول ما نشاء بحرية، ولو تفوهنا بما نقوله الآن في عهود سابقة لحدثت مذابح، وهذا شيء لا ينكره أحد·
والأخطر من ذلك انتقد الفنان الملتزم الثورة التونسية الشعبية قائلا بأنها حركة بلا رأس وبلا تنظيم، وهنا تكمن خطورتها·
ولا نعتقد أن محمد صبحي كان صادقا في التصريحين، وقد بلغ سن الشيخوخة ولا يمكن أن يتطور وعيه السياسي في 18 يوما· ويبدو أن الفنان الملتزم يعيش ذهنيا في زمن مضى، ولم ينتبه إلى أن الأنترنيت توثق لكل التصريحات· والأخطر في الموضوع أن محمد صبحي ليس وحده من تغير 180 درجة وتحول من عدو الثورة ومحاربها إلى مدافع شرس عنها بعد انتصارها ومن مادح لمبارك إلى لاعن له في أيام قليلة، وخير نموذج لمثل هؤلاء عمرو أديب وعفاف شعيب وغيرهما كثير، وأي بحث بسيط في محرك غوغل يكشف الكثير من مثل هذا النفاق·
التعليقات (0)