فكلُّ تُرابِنا صفَّاريْ
لكَ هروَلَتْ جِهَتِيْ علَى قِيثَارِيْ
أََنا - لو يُحَكَِّمُني الهَوَى - ( صفَّارِي )
ظَلِّلْ على قلبِي عِمَامتَكَ التي
هيَ بُردَتِيْ يا سَاكنًا أشْعَارِي
يا شامخًا لاذَتْ نخيلُ قَطيفِهِ
بِفِنائهِ ، هلْ أَنتَ حاميْ الجارِ ؟
ها أنتَ تسمُو كلَّما هُم أوقدُوا
جمرًا عليكَ ، مشيتَ فوقَ النَّارِ !
وإذا أشاحُوا عَنْ نهارِكَ عينَهمْ
تمتدُّ فوقَ مَدَارِكِ الأبصارِ !
وسلكْتَ درْبَ العِشقِ وَعْرًا شَائكًا
مُستَعْذِبًا في لُجَّةِ الإعصارِ
لم تُحْنِ ظهرَكَ للسِّياطِ ، أَ زَيْنَبٌ
قدْ ورَّثَتْكَ كرامةَ الإصرارِ ؟
صلَّيتَ قبلتُكَ الحسَينُ ، وكربلا
درسٌ عَصِيٌّ دُونَما الأحْرارِ ؟!
رتَّلْتَ عاشُوراءَ وحيًا تَرْجَمَتْ
آياتِهِ رُؤياكَ بالإيثارِ
فتنفَّسَتْ فيكَ القطيفُ هواءَها
وتوشَّحَتْ بِخُطَاكَ في إكْبَارِ
يا شَيخَها اضْرِبْ بالعصَا بحرَ المَدَى
وازرَعْ ثرَاهَا مُشْتَهَى الأزْهَارِ
قُلْ للقطيفِ علَى جِرَاحِكِ فابسِمي
طَبْعُ الثِّمَارِ يُنالُ بالأحْجَارِ
—-
يا مَنْ تدثَّرَ بالوِلايةِ فارْتَدَى
ثَوْبَ السَّمَاءِ وَجَاءَ بالأسَفارِ
تُفشي السَّلامَ /الحُبَّ ، طبعُكَ . لم يَنَلْ
منكَ التعصُّبُ مِقْوَدَ الأفكارِ
وتلُمُّ بالتّقرِيْبِ دُنيَا أُمّةٍ
مغمُوسةٍ في وَهْنِها والعَارِ
وصدَحْتَ في المَسْرَى :الحوَارُ .. حَضَارةٌ
وعَلَى بُراقِ الصِّدْقِ نهجُكَ سارِ
وقرَأْتَ أَوْرَادَ التَّسَامُحِ في المَدَى
فِنْجانُكَ الأخْلاقُ كالإِسْحَارِ
ورسمتَ في عينيكَ "كُنْ زينًا لنا"
فوهَبْتَ عِطْرَ الوُدِّ للأغيار
قدْ كنتَ بالإخلاصِ تَبذُرُ وِحْدَةً
في رَمْلِ أُمَّةِ أحمدَ المُختارِ
وأَرَى " جَمَالَ الدِّيْنِ " تقبضُ كفُّهُ
بِعُرَى هُدَاكَ فَجَالَ في الأقطَارِ
—-
اِفرِشْ عباءَتَكَ / المُصَلَّى ، هَا أَنَا
قَنَتَتْ بذِكْرِكِ قُربَةً أوْتارِي
والخَطُّ إِنْ ذُكِرَتْ فأَنتَ جِهَاتُها
هيَ كُلُّها لولاكَ ليسَتْ دارِيْ !
عُذْرًا إِلَيكَ أبَا زَكِيٍّ ! ما أَنَا
وَحْدِيْ ! فكُلُّ تُرابِنا صَفَّارِيْ !
التعليقات (0)