مواضيع اليوم

فـي ا لــعــــــجــــلــة ا لـــنــــــــــد ا مـــــة ....

أشرف هميسة

2012-09-10 07:39:08

0

يُحكى ان هناك حطاباً يسكن في كوخ صغير ، وكان يعيش معه طفله وكلبه ،وكان كل يوم ومع شروق الشمس يذهب لجمع الحطب ولا يعود الا قبل غروب الشمس تاركاً الطفل في رعاية الله ، مع الكلب
لقد كان يثق في ذلك الكلب ثقةً كبيرة ، ولقد كان الكلب وفياً لصاحبه و يحبه ...
و في يوم من الأيام و بينما كان الحطاب عائداً من عمل يوم شاق سمع نباح الكلب من بعيد علـى غير عادته ; فاسرع في المشي الى ان اقترب من الكلب الذي كان ينبح بغرابة قرب الكوخ وكان فمه و وجهه ملطخا بالدماء فصعق الحطاب وعلم ان الكلب قد خانه و أكل طفله ، فإنتزع فأسه من ظهره وضرب الكلب ضربة بين عينيه خر بعدها صريعا ، و بمجرد دخوله للكوخ تسمر في مكانه و جثى على ركبتيه و امتلأت عيناه بالدموع عندما رأى طفله يلعب على السرير و بالقرب منه حية هائلة الحجم مخضبة بالدماء وقد لقت حتفها بعد معركة مهولة ،،،
حزن الحطاب أشد الحزن على كلبه الذي افتداه و طفله بحياته و كان ينبح فرحا بأنه انقذ طفله من الحية لينتظر شكرا من صاحبه وما كان من الحطاب الا ان قتله بلا تفكير ولا تأني ......
                       
  ¤——¤——¤——¤——¤

يقول الله -عز وجل-: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ}(37) سورة الأنبياء. وقال تعالى: {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً}(11) سورة الإسراء. وقال عليه الصلاة والسلام:

(التأني من الله، والعجلة من الشيطان) فالعجلة صفة مذمومة في الإنسان، وهي من الشيطان، كما جاء في الحديث، وكثير من الناس يقع في أخطاء وتصرفات خاطئة، ولو تأمل لوجد أن أصل ذلك كله العجلة، فلو اتأد وتفكر وتبصر لم يلتبس عليه أمر، ولم يقع فيما وقع فيه.
يقول الله -عز وجل-: { خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَل ٍ}(37) سورة الأنبياء. وقال تعالى : { وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً }(11) سورة الإسراء. وقال عليه الصلاة والسلام : ( التأني من الله والعجلة من الشيطان ) فالعجلة صفة مذمومة في الإنسان  وهي من الشيطان كما جاء في الحديث، وكثير من الناس يقع في أخطاء وتصرفات خاطئة، ولو تأمل لوجد أن أصل ذلك كله العجلة فلو اتأد و تفكر و تبصر لم يلتبس عليه أمر ولم يقع فيما وقع فيه ..

و الـعـجـلة : هي السرعة في الشيء وهي مذمومة فيما كان المطلوب فيه الأناة ، محمودة فيما يطلب تعجيله من المسارعة إلى الخيرات ونحوها وقد يقال : لا منافاة بين الأناة والمسارعة فإن سارع بتؤدة و تأن فيتم له الأمران والضابط أن خير الأمور أوسطها ..
ومن معاني العجلة : فعل الشيء قبيل وقته الأليق به ..

يقول ابن القيم: ولهذا كانت العجلة من الشيطان فإنها خفة و طيش و حدة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم وتوجب وضع الشيء في غير محله وتجلب الشرور و تمنع الخيور، وهي متولدة بين خلقين مذمومين : التفريط و الاستعجال قبل الوقت ..

وعلى النقيض كانت العجلة في الخير و المسارعة في الطاعات محمودة قال تعالى : { وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُم ْ}(133) سورة آل عمران،  وقال تعالى: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}(84) سورة طـه، وقال : { وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ }(114) سورة آل عمران ، قال النيسابوري في تفسيره : لأن المسارعة في الخير دليل فرط الرغبة فيه حتى لا يفوت ففي التأخير آفات ..

وعـدَ ابن حجر العجلة من الكبائر حيث قال : ومنها : العجلة و ترك التثبيت في الأمور لقوله تعالى : { وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً }(11) سورة الإسراء .. وإنما كانت العجلة من الشيطان لأنه عندها يروج شره على الإنسان من حيث لا يشعر، بخلاف من تمهل وتروى عند الإقدام على عمل يريده ، فإنه تحصل له بصيرة به ، و متى لم تحصل تلك البصيرة فلا ينبغي الاستعجال ، اللهم إلا في واجب فوري، فهذا لا مساغ للتمهل فيه ..
و قـيل : العجلة من الشيطان إلا في خمسة فإنها من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :   إطعام الطعام و تجهيز الميت و تزويج البكر و قضاء الدين و التوبة من الذنب ..

علينا ان نتصف بالحكمة  في القول و الفعل فنحن البشر تغلب علينا العاطفة و قد نغيب العقل فنندم وعندما نحب اناساً ونثق بهم فاننا يجب الا نفسر تصرفاتهم وأقوالهم كما يحلو لنا في لحظة غضب وتهور وفي لحظة يغيب فيها التفكير، بل علينا أن نتريث حتى نفهم وجهات نظر الآخرين مهما كانت الظروف .. ففي التأني السلامة .. ولعل حُسن الظن بالله ثم بالآخرين و الحكمة من صفات المسلم ..
نسـأل الله حـُسـن العاقبة في الأمور كلها و ان يوفقنا في الدنيا و الآخرة و يرزقنا الاخلاص في القول و العمل و يجعلنا سبحانه من عباده المخلصين ... أشرف هميسة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !