بعد انقطاع وغيبه طويلة عن القلم أعود إليه على استحياء شديد ، مخافة أن لا أعرف وأنا أشبه بالعجوز التي تريد أن تسرق الأنظار من الفتيات على خشبه الرقص.
أعود وقد تغير الكثير وظهرت أسماء كثيرة تطرز الصفحات بكل جديد ومثير ،بينما أجد غياب الكثير من الأقلام المتميزة ،التي ستظل أسماؤهم محفورة في أروقه الصفحات، بينما غادر الكثيرين غير مأسوف عليهم وربما أكون من هذه الفئة.
حقيقة لا أود الإطالة بل أحاول أن اختصر ما أود قوله بشده دون الإكثار في ما لا طائل منه ولكنني أود الاشاره إلى أن الخط العام للثقافة والمنهج الذي تسير عليه أو بكلمه أوضح وأدق ما تعودنا أن نقرأه من كتاب الثقافة، وفيما كنت استرق النظر بين الفينة والأخرى إلى السطور ، وما يدور فيها دون الخوض في أي من المواضيع إلا فيما ندر ،كنت في نفس الوقت أتابع الكثير من المنتديات الثقافية واكرر النظر في أمور الحياة وأتمعن أكثر فيما نحن جميعا بحاجه للتفكر فيه وبحثه على نحو أكثر تفصيلا .
تأملوا في ما يدور عندما ينتقد احدهم من هو أفضل منه ، بعلم أو بمال أو بعقل أو بدين أو بأي شيء آخر ،أو حتى ما تعرفونه من الدراسة ،عندما ينال احدهم تفوقا ما فانه يوضع في دائرة الملاحظة ،بانتظار أي غلطه أو زلة أو نقص ليتم التقليل من انجازه وتفوقه وهو ما يؤكد المثل الشعبي المعروف بان ( غلطه الشاطر بعشره ).
كثيرا ما يدعي الناس بان صاحب العلم ،عندما يتحدث بما يعلم بأنه يتفلسف لأنهم وبكل بساطه لا يفهمون ما يقول لقصور بهم وليس لغموض فيه. وسأضرب مثالا من مجتمعنا ومن قصه تعرفوها جميعكم وهي قصه الإرهاب في السعودية ، فهذه مشكله نعاني منها منذ زمن إلا وهي قضيه الإرهاب الفكري ، ولكنها كانت مقبولة عند الكثير بحجه أنها تصب في مصلحه حماية المجتمع من الهجمة الغربية والحفاظ على الدين ،ولكن عندما استفحل الأمر وتحول إلى دماء وأشلاء وقنابل وجثث على قارعه الطريق بدأنا ندعي بكل صرامة بان هذا فكر دخيل وان من فعلوا ذلك مغرر بهم من قوى خارجية يهمها زعزعه الأمن في بلادنا، متخذه من الدين ستارا لها لتطعن هذه الدين وتشير بأصابع الاتهام إليه .
قضايا كثيرة موجودة في بين ظهرانينا نحن العرب ، أنا وبكل بساطه لا نريد أن يقول لنا احد ما هذه هي الحقيقة فانظروا إليها .
أن الحقيقة كما نراها هي ما نعتقد نحن وما نريده أن يكون إما المعطيات الواضحة والجلية فنحن نرفضها لمجرد أننا نريد ذلك أن العملية الحسابية 1+1=2 عمليه منطقيه لا تقبل المجادلة ، إلا انك عندما تريد إيضاح هذه الحقيقة كما هي، تجد هناك من يقول لك أن الصحيح هو 12 +12 +12 +12 =2 وان ما أتيت به ليس له وجود..!! أو ربما يقول لك أن ما اعرفه هو هذا وما أنت فيه غي وخزعبلات .
إن هذا رداً على النظرات التشاؤمية التي يتبعها البعض وينسجون حولها العديد من القصص والحكايات المستقبلية ، وفيه أوضحت بأننا نسمع هذه الكلمة في زمان ومكان ، وفي كل عصر يكررها أصحاب ذلك العصر مدعين أن هذا هو اشد العصور ظلاماً وما يحدث هو العكس فبينما تسير البشرية إلى الأمام ، وتتحسن الكثير من أوضاعنا تدريجيا بعد أن بلغت الحضيض بعد الحادي عشر من سبتمبر ما يزال الكثيرين يرددون بان القادم أسوأ وبأنكم لم تروا شيئا من الظلام حتى الآن .
إنها ببساطه دعوه صريحة للوضوح والصراحة والنظر إلى بواطن الأمور ، قبل ظواهرها وان الهوى قد يكن لذيذا في الخارج ولكنه يقتل صاحبه في الداخل ويقضي عليه حتى ينخر السوس جسده فيهوي كشجره ميتة ، إنها دعوة إلى البحث عن الحقيقة وعدم الخوف منها، بل ومواجهتها كي لا تكوينا الثقة بالنفس على قفانا حين لا ينفع ندم أو محاباة أو مجامله .
اعتذر لقلمي على الغياب.. فلم أكن أرد ذلك.. وربما كان لي عوده أو للأمر بقيه .
يا قلمي :
" إذا مليت من صبري .. جرب صبر غيري ..!! " .
التعليقات (0)