مواضيع اليوم

فصل من رواية كأنه نهار للروائي احمد الشريف (2)

أحمد الشريف

2014-02-17 18:32:35

0


فصل من رواية كأنه نهار للروائي احمد الشريف (2)
هواء حار لافح. الدكاكين أغلقت , المارة , نادرون يسيرون بجانب الحوائط بخطوات سريعة محتمين بأمتار الظل , قيظ الظهيرة أجبر الناس على المكوث فى البيوت أو النوم تحت ظل شجرة , شخص فى الشارع يسير بتؤدة وينظر بنوع غريب من الراحة لشوارع البلدة الخاوية , لن يري أحداً فى الشارع يعرفه . لن يتمهل عند الزوايا والمنحنيات ومداخل البيوت ليسلم على شيخ البلد وشيخ الخفر وشيخ الجامع وشيخ المنسر . الشارع خاو والطريق إلى بيتها سهل بلا عقبات . من يتخيل ان تقوم علاقة بينه وبين امرأة تقترب من الخمسين , سوداء عريضة الأرداف , لها صوت ناعم مغناج , زينت رجليها بخلخالين من الفضة ومعصميها بأساور ذهبية عندما يضاجعها وتتحرك تحته تشخلل الأساور والخلاخيل فتزيده إثارة وجنونا . أنعطف فى حارة ضيقة , منزوية , نقر على أول باب عدة نقرات .
- أهلاً سي حربى
- بيتها صغير غرفة نوم وصالة تتكدس فيها بضاعتها من ملابس واحتياجات البنات والنساء , تبيعها لنساء وبنات البلدة وتجلب له عددا لا يحصي من أسرار وحكايات البلدة , لا يوجد عندها سرير , تفضل ان تنام على الأرض . من تجاربه معها فهم أن أي سرير لن يحتمل ثقلها وحركتها وفورانها : أنا قلت انك مش جاي . هى الأخرى مثل أهل البلدة , لا تعرف عنه الكثير . أهل البلدة يقفون عند السلام عليه , يخشونه , يستشيرونه , لا يتوقفون عند فضائح أبنائه , لأنه يوزع عليهم البطاطين فى الشتاء , اللحوم أيام عيد الأضحى , الدقيق والسكر فى عيد الفطر . لا يتأخر عن المساهمة فى بناء مسجد أو مدرسة . لا يعرفون أنه يخشاهم ويخجل منهم ولا يحب المناسبات التى تضره للخروج والسلام والكلام . يحب الأماكن التى لا يعرفه فيها احد , يميل للعلاقات السرية , مئات المرات فكر فى أن يعيش فى المدينة , ويترك خلفه كل شيء ,ولكن كيف ؟ والأبناء لا يشعرون بالمسئولية , لو غاب شهرا واحدا على الأرض والبيت سوف تتراكم المشاكل .
- اقتربت المرأة منه وسألته عن سبب شروده وهى تخلع عنه حذاءه وتتحسس الشعر الكثيف فى قصبة رجله و لم يجد مبررا للكلام , رقدت جواره على بطنها , أزاح بيده قميص النوم حتى منتصف ظهرها . أمتطى ظهرها واخترق فلقتيها .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !