رحمه الله أولا ........
كنا في الصف الثاني ألإبتدائي في أوائل الخمسينيات وكان في المدرسة مدير من أبناء القرية ويعرف كل الناس وكل الناس يعرفونه واسمه كامل الحاج محمود سمارة ( أبو مازن ) . وكان بحق إنسانا فاضلا يزور كل بيوت القرية ويبارك للمتفوقين من أبنائهم ويشارك في كل مناسبة .
ويوما زاره أصدقاء له من قرية مجاورة يعملون في مجال التعاونيات واقترحوا عليه بأن يهاجر إلى عاصمة البلاد مدينة عمان في ذلك الحين ويعمل هناك وهاجر وبقيت مدرستنا دون مدير أول شهر من السنة الجديدة ويوما قيل أنه سيصل اليوم مدير جديد للمدرسة ، فذهبنا للمدرسة مبكرين حتى لا تفوتنا رؤية المدير الجديد أول مرة ووصل المدير سيرا على ألاقدام وشاهدناه كان رجل فارع الطول بمنظورنا تبدو مظاهر البساطة والألفة في وجهه ، كان شابا طويل الخطوات متزنها ، القى تحية الصباح على كل مجموعة منا وتفاجئنا فهذه أول مرة نرى معلما يلقي التحية على تلاميذ صغار مثلنا ووصل المدرسة ، وفي طابور الصباح وقف على رأس الدرج هو والمعلمان آلأخران الفاضل السيد ألأستاذ محمود من بلدة عرابة والذي كنا نعتبره على صغر سننا كأب بديل لعطفه وملاطفته التلاميذ في مثل سننا . حتى أنه بكى يوما عندما رأى تلميذا يبكي ألما نتيجة لإصابة . وكذلك المعلم إقدام يوسف من سبسطية والذي كان يتصنع الهيبة أمامنا .
وقف المدير صالح الحمدان وهو من قرية ياصيد المجاورة على أعلى الدرج وحدثنا بصوت أبوي معرفا على نفسه حيث كانت مدرستنا للصف السادس فقط ولكن طلاب الصف السادس وكأنهم طلاب توجيهي اليوم من حيث العمر والجسم وتوزعنا علي الصفوف كل صفين بغرفة لضيق المكان ، ودخل علينا الصف الثاني والثالث وقال أنه سيعلمنا دروس الديانة والتي تعني الثقافة ألإسلامية وبدأ على الفور يحدثنا بقصة سيدنا إبراهيم وكيف كان صادقا مع ربه ، وكيف كسر ألأصنام وترك كبيرها وعلق المطرقة برقبته وكيف ألقوه في النار فخرج منها ولم يحترق لأن الله القادر كان معه لصدقه ، وانتهت الحصة وتمنينا لو يبقى عندنا طول النهار ، وظل طول فترة إدارته للمدرسة وهي سنة واحدة يعطينا دروس الديانة عن قصص ألأنبياء ويطلب منا ان نحفظ سورا قصيرة من القرآن الكريم من جزء عم ويرددها معنا حتى نحفظها . رحم الله طيب الذكر أستاذنا وقدوتنا ومعلمنا ــ صالح الحمدان ــ
التعليقات (0)