كل عام ومع انتهاء الفصل الدراسي وبداية العطلة الصيفية أرى منظرا يتكرر تقريبا كل سنة . وحيث أن حينا وبيتنا يقع على طريق المدرسة ألأساسية بقريتنا . فالمنظر المشين الذي يتكرر بنهاية كل فصل دراسي أن ترى تلاميذ المدرسة وهم يمزقون كتبهم ودفاترهم صفحة صفحة ويلقون بها إلى الشارع بطريقة توهم الناظر أنهم يوزعون أوراقا من المناشير الدعائية . وتحت نظر مدرسيهم .
لم يكن هذا ألأمر في زماننا فأنا لا أزال احتفظ بمعظم كتبي التي درست بها بمختلف المراحل وكذلك بعض كتب أبنائي وإخوتي ، وحتى كتاب اللغة العربية لصفي ألأول ألابتدائي لا أزال احتفظ به وهو كتاب ( راس ... روس ) ولا بد أن جيلي ومن يليه يذكرونه .
لماذا تحولت النظرة إلى الكتاب الدراسي وكأنه مادة مستهلكة يجب أن ترمي في الشارع أو في مكب النفايات . ربما هو المنهاج وطريقة التعامل مع الكتاب والذي يتيح للتلميذ أن يحل المسائل ويجيب ألأسئلة على الكتاب نفسه وكأنه مجلة أطفال أو كتاب فوازير . وطبعا بعد تشويه الكتاب فلا يمكن ألاستفادة منه للعام القادم وعليه يجب التخلص منه كأي مادة تنتهي صلاحيتها .
رحم الله أيام زمان كان الطالب يستعير الكتاب من المدرسة ويدرس فيه طوال العام الدراسي وفي أخر السنة الدراسية يتباهى الطالب انه أعاد الكتاب إلى المدرسة كما استلمه وحتى انه لم يكتب عليه اسمه لأنه يكون قد أضاف غلافا ثانيا له وكتب اسمه على الغلاف المضاف مما يتيح استعمال الكتاب من قبل طالب آخر في العام التالي ، وقد يطول عمر الكتاب إلى عدة سنوات .
اعتقد أن للتجارة والمردود المادي لبعض المستفيدين وتحول الكتاب إلى سلعة يجب تجديدها كل عام سببا في ذلك .
التعليقات (0)