ـ الــثــقــيــل ـ

قيل أن احد العقلاء اغضب الحاكم في أمر وعارضه فيما يقول ، فألح عليه الحاكم أن يوافقه الرأي فرفض وكرر عليه ألأمر عدة مرات وفي عدة أيام ولكن الرجل رفض أن يجاري الحاكم بما يقول وأخيرا قرر الحاكم أن يسجن الرجل بسجن ليس له نافذة إلا فتحة في السقف يدلى له الطعام والماء منها وكأنه مسجون ببئر وبقي الرجل بسجنه وكل يوم يأتي الحاكم ويعرض عليه أن يبدل رأيه ولكنه يصر على رأيه مما اغضب الحكم فاستشار مستشاريه فاقترحوا عليه أن يسجن معه رجل سمج ثقيل الظل وأحضروا رجلا معروف عنه ذلك ودلوه معه في سجنه ، وكان السمج كل الوقت عاديا في تصرفه ولم يظهر أية سماجة حتى حل وقت العشاء وشرعوا في ألأكل فراح السمج ينظر إلى وجه العاقل ويبكي وعلى الفطور كذلك وعند الغداء في اليوم الثاني كذلك وكل وقت طعام كان السمج يتناول طعامه وهو يبكي فلا يأكل العاقل شيئا وركبه الهم بسبب شريكه في سجنه ومشاركة له في همه وكان يحاول أن يواسيه ولا يسأله عن سبب بكائه ولما تكرر منه ذلك سأله لم هو مهموم ولا يفطن لهمه إلا وهم يتناولون طعامهم ، فرد الثقيل لأنه عندما أراك وأنت تأكل ولحيتك تتحرك من أسفل لأعلى أتذكر لحية تيس غنمي وهو يمضغ فأبكي ، فصاح العاقل على الحراس أخرجوني والصواب ما قاله الحاكم .