واشنطن – من الامور غير المسموع بها ان يزور رئيس حكومة بلد ما البيت الابيض الاميركي من دون ان تلتقط له صور بداخله. بهذه الجملة بدأت صحيفة ذي تايمز اللندنية تقريراً نشرته اليوم الجمعة يصف فيه مراسلها في واشنطن ومراسلها في اسرائيل المعاملة الباردة والحازمة في آن التي لقيها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من الرئيس الاميركي باراك اوباما. كما اوردت صحيفة الشرق الاوسط بعض التفاصيل المذهلة اليوم ايضاً عن لقاءاوباما-نتنياهو.
ويقول تقرير ذي تايمز: ان يترك حليف رئيسي وحده بينما ينسحب الرئيس ليتناول عشاءه في جناحه الخاص كان، حتى هذا الاسبوع، امراً لم يسمع به. ومع ذلك فان هذه هي المعاملة التي عومل بها بنيامين نتنياهو من جانب الرئيس اوباماليل الثلاثاء، وفقاً لتقارير اسرائيلية عن رحلة ينظر اليها في اسرائيل على انها اذلال.
ونشرت صحيفة الشرق الاوسط الجمعة تقريراً عن اجتماع اوباما-نتنياهو جاء فيه حسب مصادر إسرائيلي، فإن نتنياهو صدم عندما وصل إلى البيت الأبيض بموقف الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي طلب منه أن يكون مركزا وعينيا وأن يكف عن الضبابية، وفق ما ذكرته تسريبات عن فحوى اللقاء بينهما. وقال له: منذ البداية وأنت تدعي أننا نطلب منكم إجراءات من طرف واحد، ولا نطلب من الفلسطينيين. وها أنا أقول لك: الفلسطينيون نفذوا حصتهم من المرحلة الأولى لخارطة الطريق، وأطلب منك تنفيذ الحصة الإسرائيلية.
ووفقاً لمعلومات الصحيفتين حاول نتنياهو إعطاء صيغ ضبابية، مرة أخرى، وعاد أوباما يوضح مطلبه بخطوات عينية، ورد نتنياهو بالقول إن هذه أمور يجب أن تقررها مؤسسات الحكومة الإسرائيلية الديمقراطية. وعندما شعر أوباما أن نتنياهو لا يفلح في التجاوب معه، توجه إليه قائلا: سأتركك تتشاور مع زملائك، وسأتناول العشاء مع ميشيل والعائلة. وغادر فعلا. وأبقاه مع موظف يساعده في الاتصالات التليفونية. وقد نفى الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن يكون الرئيس تركه لتناول العشاء.
وتشير ذي تايمز الى ان نتنياهو كان غاضباً بسبب اعلان حكومة نتنياهو عن بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية خلال زيارة نائبه جو بايدن الى اسرائيل الشهر وتقول انه لا يبدو ان غضبه قد هدأ.
وتضيف الصحيفة البريطانية نقلاً عن عضو كونغرس اميركي تحدث الى رئيس الوزراء الاسرائيلي: بعد ان فشل الرئيس اوباما في انتزاع وعد مكتوب بشأن المستوطنات، خرج من الاجتماع مع نتنياهو ولكنه دعاه للبقاء في البيت الابيض والتشاور مع مستشاريه.
وترك اوباما الاجتماع مقترحاً على نتنياهو وحاشيته البقاء في البيت الابيض للنظر في اقتراحاته على ان يبلغوه اذا ما غيروا رأيهم قائلاً: اخبروني اذا جد أي شيء جديد.
وقال عضو الكونغرس: كان الوضع فظيعاً. ووصفت احدى الصحف الاسرائيلية الاجتماع بانه كان اكفهراراً في الاجواء على مراحل ومسمماً بعدم ثقة الى حد ان الوفد الاسرائيلي غادر في نهاية الامر بدلاً من المجازفة بان يتم التسمع على مكالماتهم على احد الخطوط الهاتفية في البيت الابيض. وقال آخر ان رئيس الوزراء تلقى معاملة من النوع الذي يخصص لرئيس غينيا الاستوائية.
وتوجه نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك بعدئذ الى السفارة الاسرائيلية في واشنطن حتى لا يتنصت عليهما الاميركيون.
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس إن عدم التقدم باتجاه السلام في الشرق الأوسط سيستغله خصومنا في المنطقة، ومن المؤكد أن ذلك مصدر تحد سياسي. وأضاف غيتس: لا شك أن انعدام السلام في الشرق الأوسط يؤثر على مصالح الولايات المتحدة الوطنية الأمنية.
التعليقات (0)