رحم الله كاتبنا الراحل العظيم /توفيق الحكيم الذى ألف كتابا سماه (عودة الوعى) وذلك بعد انتهاء عصر عبد الناصر الذى عاش الشعب فى ظله مخدرا

بشعارات لذيذة صاخبة ألحت على آذان الناس وأذهانهم سنين طويلة ولما مات عبد الناصر وتغير المناخ أفاق الشعب من غيبوبته وعاد إلى وعيه وممارسة

الحياة الطبيعية ...

وحالى يقارب هذه الحال فعندما اضطررت إلى البعد عن القلم لمدة أيام مرت علىّمرّ الدهور شعرت بالغربة والغيبوبة وعدت أنكر نفسى وأعجب كيف

تسنى لى أن أتحمل هذه الغربة وكيف استطعت تجرع تلك الغيبوبة ؟

وكان لابد للغائب أن يعود ولفاقد الوعى أن يسترد وعيه وها أنا بمجرد جلوسى إليكم وتبسم الحروف فى وجهى أتنفس براحة وعمق وتدمع عيناى فرحا

بأنى مازلت على قيد الحياة .

ولكن الهواجس تتراقص أمامى وتقول :ولكنك أيها الشيخ المتداعى توشك أن ترحل فما عساك تفعل ؟وهذه فاجعة لاأجد منها مناصا ولا مخرجا ولا أجد إلا

أن أقول لهواجسى : لاحيلة لى فى الموت ولكن سأحاول أن أكتب ما استطعت سأسابق الزمن حتى إذا سقط القلم من يدى غادرت الروح جسدى  وعزائى أننى قاتلت حتى آخر حرف .

أعزائى :

سأكتب بنية عدم الانقطاع فإذا حدث -لاقدر الله- فاطلبوا لى الرحمة بالعود سريعا أو الغفران فى الآخرة .