عن موت بن لادن
بقلم حمادي بلخشين
مقتل السلفي السّعودي بن لادن و بخلاف تصريحات بعض المسؤولين الغربيين، لن يرجع للعالم أمنه و لن يوقف القتل العشوائي للأبرياء، ما دامت امريكا هي القاتل الأول و المهدد الأول للأمن العالمي. فموت بن لادن في ظل الهيمنةالأمريكية الكريهة لن يهدّد مسقبل القاعدة ولن يؤثر سلبيا في مسارها الكارثي، الا بمقدار موت دافيد بن غريون أو الخميني في التاثير على المسار الوبائي للكيان الصهيوني أو الإيراني و الحدّ من تضخمههما السرطاني، فالقاعدة حصان طروادة امريكي و مسمار جحا امريكي، و فزاعة امريكية وجدت لتبقى و ستظل فاعلة بوجود بن لادن او غيابه لأنّ ايّ سلفي سيخلف مؤسس القاعدة سيكون اكثر من كاف للإستعمال الأمريكي في خريطة طريقها الثابتة " الذئب الذئب " اي في استعمالها فزاعة "الإرهاب" كمبرر لتدخلها في شؤوننا و الوصاية علينا.
ــــــــــــــــــ
ـــ لعل ادارك امريكا ان موت بن لادن ــ الرجل المريض و المنهك جسديا ــ دون ان يتقدّم أسمه كلمة " الشهيد " هو التى جعلها تسابق الزمن وتسارع الى تصفيته حتى تدخله سجلّ "الأبطال الخالدين" و ترفع رصيد تقديسه في قلوب المغفلين من اتباعه الذين هم اكثر من الهمّ على القلب . وهذا يذكرني شخصيا بما فعل فاروق مصر ــ بايعاز بريطاني ــ بمهرّج سلفي سيء الذكر مثل حسن البنا حين البسه رداء " الإمام الشهيد " و الحال ان قتيل فاروق كان ابعد ما يكون عن الإسلام المحمّدي حين رضي ان يكون نعلا لفاروق ـ فاروق العظيم كما كان يسميّه! ــ وقد كان خضوع البنا و تخنث اتباعه سببا مباشرا في صعود عبد الناصر الى السلطة و إضاعته القدس الشريف، فو قاد البنا ثورة جماهيرية وهو يملك الملايين من الأتباع لتغير تاريخ مصر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خبر موت بن لادن ــ لو استثنينا حقدي عن الجهة التي صنعته ثم قتلته ــ لا يعني لي كما لا يعني للمسلمين شيئا هذا ان لم يعقب مصرعه انتقامات قاعدية عمياء تستهدف المدنيين الغربييين دون العسكريين و الساسة الدمويين، مما من شأنه أن يزيد من تشديد القبضة الأمنية على المسلمين سواء في بلدانهم او في منافيهم فارجو من الله ان لا يشكل موت بن للادن كما شكلت حياته كارثة بكل المقاييس.
التعليقات (0)