عن المرأة الحديدية
كانت جميلة فى حينها – منذ 24 عاما - .
حاصلة على دبلو م متوسط ثانوى تجارى .
تزوجت من ثرى عربى ,
أسست شركة مقاولات باسم هيديكو للمقاولات – بالطبع بعد وفاته - .
كانت الشركة ملء السمع والبصر ولا تخلو منها صفحات الاعلانات فى كل المطبوعات .
اقترضت من البنوك وهربت الى خارج مصر وبالطبع معها اموالها .
ساعدها على الهرب وزير سابق – توفى فيما بعد - .
قام بمساعدة بعض العاملين بقطع التيار الكهربائى حتى تمر من امام الكومبيوتر المسجل عليه اسماء الممنوعين من السفر , فلا يتعرف عليها .
سافرت الى اليونان , وهناك غيرت اسمها وديانتها – وبالطبع لون شعرها - , ولذا لم تفلح سبل استعادتها .
ما هربت به مبلغ بسيط ( 47 مليون جنيه ) فى عرف دنيا المال والأعمال .
عادت من تلقاء نفسها , فى مطلع الشهر الماضى , بعد هروب استمر 24 عاما .
ردت اموال البنوك , فيما اشيع انه صفقة .
تم القاء القبض عليها فى المطار أثناء عودتها , فيما أشيع انه خبطة .
تحددت لها جلسة محاكمة عاجلة , ثم تم التأجيل الى نوفمبر القادم .
بكل صفاقة من خلف القضبان , تتحدث الى وسائل الاعلام , تطلب من الرئيس مبارك العفو عنها , بل وعن كل الهاربين بديون البنوك , شريطة ان يسددوا ما عليهم ( اى انها تسعى لتعميم الحالة ) .
ونسيت ان مليون الثمانينيات يوازى 20 مليون حاليا .
ونسيت بذرة الفساد والافساد التى زرعتها فى حينها وهى الآن شجرة وارفة الفساد .
ونسيت المبدأ الذى أرسته بأن الوزراء يمكن استمالتهم بالمال والجمال .
ناهيك عن طابور المرتشين , أقلهم عامل الكهرباء الذى قطع التيار .
ونسيت الأضرار المادية والأدبية التى طالت البنوك المنهوبة والمضحوك عليها .
ونسيت الأضرار المادية والنفسية التى طالت المنصوب عليهم .
ونسيت دينها الذى غيرته واسمها الذى بدلته وصبغة الشعر البنى الأرجوانى الجميل .
ولم تعد تذكر سوى ان لمصر رئيسا , - تذكرت فجأة - قلبه طيب , وقلبه كبير , فطلبت منه العفو والسماح , وناشدته بروح الأب ان يعفو عنها وعمن هم على شاكلتها .
يبدو انها تخطط هذه المرة لتأخذ (470 مليون جنيه ) بدلا من ملاليم الثمانينات .
أو ان ( تامر حسنى ) هو من أوحى لها . فقد سبق وعملها لما زور شهادة تأدية الخدمة العسكرية , ومناشدته لروح الأب جابت نتيجة , واستمتع بالعفو .
كان هذا سردا سريعا لما حدث للسيدة هدى عبد المنعم الملقبة بالمرأة الحديدية ,
ولا أدرى سر هذه التسمية , فقد مات الوزير ( احمد سلامة ) ودفن معه سر التسمية .
التعليقات (0)