نموذجا ممتازا للأمن وسيادة القانون في القطاع وأن حكمها عزز روح المقاومة وكانت حركة حماس المظلة الكبيرة لكل من اراد أن يقاوم ، وغيرها من العبارات التي خرجبت من حنجرة ملتهبة امام جماهير جاءت بوسائل نقل مختلفة منها باصات كبيرة وشاحنات عسكرية وجيبات وسيارات أجرة مدفوعة الأجر من قبل حركة حماس ، هنية يتكلم وكل اثنين من الجمهور يفتح حديثا جانبيا لا يدري ماذا يقول ابو العبد هنية ، أحدهم طلب من جاره أن يرافقه لتناول الغداء ، المدعو زجره قائلا واذا لمحنا الشيخ اسماعيل سيحرمنا من الكابونة اصبر هلا بخلص هنية .
فتاة قالت لصاحبتها شو قلت هالعقل كنا سمعنا خطابه عن طريق التلفزيون او الراديو لأزم نوسخ حالنا وننحشر بين الشباب ، فزجرتها قائلة لا بد من حضورنا لنكثر سواد الحركة ويعرف الفتحاويين انا لسنا أقوياء ، وشاب انسحب من المهرجان واستتر خلف جدار ليشرب سيجارة خوفا من أن يراه أمير المنطقة فيحرمه من العمل بالبطالة الشهر القادم .
الاستاذ تامر يقول لـ(أمد) : الحياة تغيرت في قطاع غزة كثيرا بسبب انقلاب حركة حماس منها نمط تفكير الناس في كسب ارزاقهم وطرائق الحصول على معاشهم ، فالذي كان يسعى لرزقه ويخرج من بيته للعمل داخل الخط الاخضر أصبح اليوم عاطلا عن العمل ، يصطاد اي فرصة تقع له من أجل تأمين ولو لقمة يومه ، وغالبا ما اصبح الشاب او رب الاسرة يهتم بالشئون السياسية والمناكفات بين الفصائل من أجل الدفاع عن الجهة التي تسانده وتدعمه ولو باليسير ، وهذا اوقعه في شرك تفسيخ العلاقات ما بينه وبين من يعارضه بالرأي ، في الوقت الذي كان فيه غالبية الشباب في قطاع غزة وخاصة العمال منهم ن يخرجون الى اعمالهم دون اي اهتمام بالسياسة ، يتقاسمون رغيف الخبز والعمل دون أن يعرف احدهم انتمى الآخر السياسي ، ويتصاهرون ويقوون العلاقات الاجتماعية فيما بينهم ن من غير تاويلات او تحريفات او خوف.
ويضيف استاذ مادة العلوم السياسية في أحد جامعات غزة : اقتصرت الخدمات العامة والوظائف اليوم وحتى الكابونات الغذائية على شريحة معينة او صنف محدد من الناس ، وبحكم حماس التي سيطرت على موارد المساعدات الانسانية وحشرتها في مخازنها ومستودعاتها كي توزعها على عناصرها ومؤيديها واسرها ، استطاعت أن تضبط ايقاع المعدة حسب النغمة الفصائلية ، وهذا يدخل من باب الابتزاز الاجتماعي ، وحماس التي اخترقت الاعراف والاصول في الحياة العامة ، استعملت كل شيء من أجل ابراز شعبيتها المصطنعة ، وغالبا ما تهتم حركة حماس بالقشور بعيدا عن الجوهر ، فهؤلاء الذين اجتمعوا يعانون بمعظمهم من البطالة وشح مقدرات الحياة ، جاؤوا كي يسمعوا جديدا يجدد الامل في حياتهم ، ولكنهم عندما سمعوا هنية لم يحصلوا على ما يريدون ، مناكفات مع حركة فتح والسلطة الوطنية ن واصرار على ابقاء الواقع ما هو عليه دون السعي لتغيره ، وتسمية الواقع بأنه افضل مرحلة يعيشها سكان قطاع غزة ، وكأن الشمس تسمى قمرا ونصدق المسمي .
اما ابو صالح فيقول لــ(أمد) :لا بد من توفير الخدمات العامة والبسيطة للمواطن في قطاع غزة قبل أن ترفع حركة حماس شعارات تحتاج الى جهود الكل الوطني لتحقيقها ، ولا بد من ترسيخ قناعة المواطن بما يجري على ارض الواقع ن فمعظم السكان لا يعتقدون أن قانونا يسود او نظام يطبق في المجتمع ن والغالبية تعتقد أن قطاع غزة مضطرب بسبب غياب الرؤية الواضحة في تفاصيل حياة المواطن ن فحركة حماس قصدت الجباية والضرائب وفرض التأمينات وفرض الرسوم على المؤسسات والمحال التجارية من أجل دعم خزانة ما تمسيه وزارة الاقتصاد لديها زلكن في الحقيقة المواطن لا يستفيد من هذه الضرائب والجباية بشيء ن فوكالة الغوث سلطة مستقلة بحد ذاتها ن وشركة كهرباء غزة سلطة مستقلة ن وحماس سلطة تغرد بعيدا عن المواطن باستثناء من ينتمون اليها .
ميرفت صحافية لا تعمل بسبب قلة العمل تقول لـ(أمد) : لو كنت املك حريتي لخرجت من البلد وسعيت بعيدا بطلب الرزق ن لست مقتنعة ان حياتنا طبيعية ، وأن ما يجري لنا هو أمر طبيعي ن ورغم ذلك يسمونه افضل فترة تمر على قطاع غزة ، ولو أن حماس تنزل الى معاناة الرجل او المرأة البسيطة ربما لغيرت من تفكيرها ، خلف الجدران لا عائلات بأكملها تصارع الفقر وتعيش المقابر ن ولا تجد من يساعدها ، وبثمن الرايات المرمية في الشوارع لكانت هذه العائلات افضل من اي حال مر عليها لو انهم انفقوا عليها ما انفقوه على مهرجانهم ، ولكنهم يأخذون بقشور الاشياء وضجيج الاصوات ولا يتبعون الحق ويصلحون الواقع، يكفي أن الامن مازال مفقودا في قطاع غزة والفلتان الامني مستمر بدليل ما يحدث صباح كل يوم من نهب وسرقات وعمليات قتل واعتداء ، والحقيقة ان هامش الحياة ضيقة جدا في القطاع ولكن عند حماس ( عنزة ولو طارت ) .
التعليقات (0)