على جهنم يقفون
الطرق المؤدية إلى جهنم كثيرة ولعل طريق الزج بالشباب والفتيات في أتون الصراعات من أكثر الطٌرق تشعباً وحصداً للأرواح فالشاب يبحث عن تكفير الذنوب والحور العين والفتاة تبحث عن تكفير الذنوب والفوز بخدمة ما يٌسمى بالمجاهدين بالجنس والفرج , كلا الطرفين " الشاب , الفتاة " ضحايا للتضليل والعاطفة والإحباط والفشل والأمراض النفسية والعقلية والظروف الاقتصادية القاهرة !.
على جهنم يقف من يظن بنفسه أنه داعية يمارس التنظير يستدل بالنصوص الدينية ويضعها في غير محلها خدمةً للهوى , يظن ذلك الواقف على أبواب جهنم أنه سيحل مشاكل الشباب والفتيات وأنه بتضليله سيسهم في تفكيك رموز الصراعات السياسية المعقدة التي بفعل تدخلاته تحولت لحروب دموية طائفية ومذهبية ودينية !
لا يعلم من تصدر المشهد الدعوي ومزج بين السياسة والدين وسلك طريق التضليل انه بفعلته تلك يمارس دوراً قذر واشد قذارة عبر إقحام الدين في الصراعات السياسية وتضليل فئات المجتمع وحجب الحقائق وتفسير النصوص وفق الهوى ووفق المصالح الفئوية الضيقة التي تهدم ولا تبني , النية محلها القلب لكن النية لا تكفي إذا لم توافق إخلاص وعلم راسخ مٌحكم ومٌنضبط , بعض متصدري المشهد الدعوي في أزمنة الصراعات يكررون أخطاء من سبقهم نسخ مكررة وإن أختلفت الأسماء والصور , قد يكون التكرار من باب المصادفة لكن هناك أسماء تتكرر في كل الصراعات قبل الربيع العربي وبعده وكأن تلك الأسماء تقول للمجتمعات نحن قدركم فأين المفر ؟.!.
من يختطف الشباب والفتيات من وسط الأسرة والمجتمع لا يعرف الدين على حقيقته بل يعرف ما يوافق هواه فقط , فالدين لا يبرر إهلاك الأنفس والعقول في صراعات سياسية ولا يبرر إهلاك الأنفس والعقول والمجتمعات في حروب طائفية ومذهبية ودينية أشعل فتيلها من يبحث عن موطأ قدم وركب موجتها من وقع أسيراً للتضليل والتغرير , مختطفي الشباب والفتيات الذين يمارسون التنظير تحت بند النصرة والجهاد لم يرتكبوا جريمة واحدة بل أرتكبوا عدة جرائم فقد أهلكوا الحرث والنسل بدعوى الإصلاح وأزهقوا الأنفس والأرواح ودمروا طاقات الأمة وتعدوا على حق الله ورسوله عبر تفسير النصوص وفق الهوى وعن جهل شرعي في بعض الأحيان ناهيك عن تشويه الصورة الحقيقية للدين كعلاقة بين العبد وربه وبين الفرد ومجتمعه .
في زمن الصراعات تنشط فيروسات جهنم تصول وتجول داخل المجتمعات تبحث عن صيد سمين خاوي العقل لتلقي به في جهنم الدنيا قبل الأخرة , تتكرر المشاهد والأسماء والصور ويختلف الزمان والمكان وأسماء الفرق والجماعات المؤسسة على أدلوجية متطرفة دموية متسترة بالمذهب والدين .
الجهاد الحقيقي والصحيح لا يقوم على تضليل المجتمعات وتزوير الحقائق وتفسير النصوص وفق الهوى والجهل ولا يقوم على التغرير بالشباب والفتيات والدخول عليهم من باب تكفير الذنوب أو نصرة المستضعفين أو عن طريق الغريزة الجنسية بل يقوم ويكون الجهاد صحيحاً إذا كان وفق ضوابطه الشرعية الواضحة التي لا يعرفها من وقع في وحل الإرهاب والتطرف والتشدد عن جهل أو عن هوى متعمد تغذى على الكره والحقد وإسقاط النصوص الدينية الصحيحة على حوادث بما وافق هواه وهوى من أتبعه .
متى يعلم الشاب والفتاة أن الجهاد كفريضة باب عظيم وكبير لا يحيط به من يقتات على الصراعات والكوارث الدموية .
شباب وفتيات المسلمين يموتون بأرض الصراعات تحت بند الجهاد والمتسبب في ذلك واقفون على أبواب جهنم يمارسون التضليل والتغرير , هناك شباب وفتيات يفكرون في غزو المريخ والسبب في ذلك إعمال العقل والتفكير فأين الجهاد الحقيقي غزو المريخ بالعلم والتفكير أم الموت وعن جهل في صراعات دموية أساسها سياسي وعصبي فئوي لن ينتصر فيها أحد .!.
........................
التعليقات (0)