بعيدا عن عقلية المؤامرة العربية ، وبعيدا عن اتهام الاخر بالتصدي ، والصد ، والرد ،بعيدا عن الاوهام التي يتمسك بها العقل الانهزامي الانبطاحي ، نقول حقيقة مرة هي التي تؤرقنا ، كيف صارت حالتنا العربية على ما هي عليه ، فلا نحن شرقيين كما يجب ان نكون ولا نحن بغربيين كما هم الغرب ، فلا نحن شماليين او جنوبيين ولا شرقيين ولا غربيين من ناحية الاتجاهات ...اصبحنا كيانا هجينا من ذلك .. بلا هوية .. وبلا صفة مميزة ..ندعي الشرقية ونلبس لباس الغربية .. ندعي الاسلام وندين بدين غيره بعيد عن الاسلام .. فلا نحكم الاسلام في حياتنا كدين ..فهو ليس المصدر للتشريع ... كما ليس المرجع في اصدار الاحكام فيما يخص حياتنا العامة ...نحن علمانيون بثوب مسلم ... ونحن مسلمون بثوب علماني ..هل رأيت دولنا العربية حتى التي تدعي تطبيق الشريعة . هل رأيت انها تطبق الشريعة في كل معاملاتها الدنيوية من مال وتجارة واقتصاد وتعليم وسياسة ... الخ .
اوهمونا في بداية العصر الاستعماري للوطن العربي ..وبعيد سقوط الدولة الاسلامية .. اوهمونا بأننا كدول عربية لا نصلح للصناعة .. واننا خير عمل يناسبنا (كجهلة .. نفتقر العلمية ..والتقنية ..والتكنولوجيا ) اننا خير عمل نقوم به هو الزراعة ..ومن ضمنها الزراعة الحيوانية ..
فسقطنا سقطتنا الاولى .. فلم نتقدم في مجال الزراعة قيد أنملة ..ولم نحقق اكتفاء ذاتيا للمجتمعاتنا العربية المحلية .. ولن نقول التصدير ... ولم نحسن استغلال مواردنا المائية المتوفرة فضلا عن البحث عن وسائل بديلة ..لم نتمكن من النهوض بالمواطن العربي .. في أي مجال من المجالات . ولم نحقق نهضة اقتصادية .. او اي تقدم ملموس في مجال التوسع في المساحات الزراعية الافقية .. ولم تحقق ما يدعى بمراكز الابحاث الزراعية اي انتاج او ابتكار او اختراع او تحسين على البذور والاشتالوالانتاج ..فيما يسمى الانتاج النباتي .. بل ان المساحات المزروعة في وطننا العربي تتناقص وتتآكل تدريجيا .. بشكل ليس هناك مجالللشك في انه مقصود مدبر ومخطط له ..
فالكمية الانتاجية للمراع العربي لا يمكن مقارنتها بكمية الانتاج مثلا عند المزراع الاسرائيلي ... والقدرة الانتاجية للدونم الواحد في اسرائيل تساوي عشرات اذا لم يكن اكثر انتاجية الدونم عند المزارع العربي..والخبرة الزراعية عن المهندس الزراعي الاسرائيلي مشهود لها في مختلف دول العالم .. وليس افريقيا عنا ببعيد ..
هل تمكنت التقنية العربية ... والهندسة الزراعية العربية من النهوض بالانتاج الحيواني ..في وطننا العربي .. لا زالت الدولعربية تعاني من نقص حاد في اللحوم الحمراء والبيضاء .. ولا زالت تستورد لسد النقص من شتى دول العالم ... نيوزلندا استراليا الحبشة البرازيل رومانيا تركيا ...ان اعداد الثروة الحيوانية في الوطن العربي وبما يشكلة من عدد سكان يتجاوز 270مليون نسمة .. لا يساوي حجم الثروة الحيوانية في نيوزلندا مثلا التي لا يزيد عدد سكانها عن 3مليون نسمة ..
التعليقات (0)