عقد الٌلؤلؤ

اضافت حطبا في المدفاة ،كم كان يحزنها منظر النار و هي تلتهم بنهم الحطب ، تخيلته عمرها الذي يمضي يحترق في احداق الزمن ، جرت دمعة ساخنة على خدها، تركتها تنتحر على يدها باستسلام ،دقت ساعة الحائط مرتين حان موعد زيارتها لزوجها بالمستشفى ، ارتدت معطفها و خرجت متخاذلة الخطى ،انه الواجب يدفعها رحمة به و رأفة كم احبته، من اجله تركت خطيبها، كان لقاء صدفة في لحظة ،تقرر مصيرها معه، كان يحمل صفات انسانية ُاسرة، بساطته، طيبته، صراحته، تلقائيته، فكم كانت تكره الزيف، مهما كانت صفاته و مبرارته التي يلبسها البشر على حقائق الحياة، تنهدت كم تاسف على حلم خبى مع طلوع الصباح ،ركبت الحافلة و في مخيلتها تتسارع مواقف حياتهما في لحظات كشريط ،لم تفهم ما حدث لهما شعرت انه يخونها ، سالته سيب مغادرته المنزل ليلا ،اعترف انه من اجل دانته الغالية ويعترف دون خجل، انشغل عنها اسابيع ،بعمل اضافي حسب ادعائه كل ليلة يخرج مودعا قبلة على جبينها ليقول بجراة أتركك من اجل دانتي، الغريب لم يغير احساسه تجاهها هل يحبها و يحب الاخرى ، اشعل نيران الغيرة بقلبها و لا احد يستطيع ان يخمدها كم كانت تحبه و لا تنكر انه يحبها بكل وجدانه غريب لم يتغير شعوره ناحيتها رغم هذه الدانة طلبت شرح كان يبتسم ثارت ضحك منها بدعوى انها مثل دانة، يا لجنونه و يحبها كما اول مرة كيف يحبها و في قلبه دانة او كما يقول دانته هل لها ان تعذره مستحيل وصلت، صعدت الى غرفته ، كان ينتظرها منذ ساعة وقع له حادث بعمله الاضافي كم كان ثقيلا مرور الوقت في نفسها ،جبرت ساقه بها عدة كسور فقد سقط من الطابق الاول و ستره الرحمان دخلت عليه اشرقت روحه و فتح ذراعيه ليحتضنها همت ان تخرج ،لكنها اسرغت تضمه بكل حبها له، مسح دموعها قبلها و اخرج علبة كانت في جيب سترته، طلب ان تغمض غيناها، ففعلت، وضع العلبة بين يديها و فتحها نظرت فوجدت عقد اللؤلؤ الذي طالما تمنته يوما ، كانت تبرق عيناها و هي تتحسسه بهما من وراء الزجاج، دون ان تقول شيئا، نظر اليها بكل الحنان ليقول لها

هذه هديتي لدانتي في عيد حبنا الثاني دمت حبيبتي دانتي الغالية اليس لي الحق ان احبها؟

كنت اغادرك من اجلك حبيبتي

خجلت من غيرتها و غباء قلبها الذي شك في حبه لها ضمته بقوة و استكانت روحها بين احضاته