مواضيع اليوم

عـــاد شاليط وبقيت القضية !!

ماهر حسين .

2011-10-20 05:23:06

0

 ماهر حسين.

لقد مثَل يوم الثلاثاء الموافق 18 /10/2011 يوما" فلسطينيا" بامتيــاز ...فلقد شهِد هذا اليوم الفلسطيني ظواهر أفتقدها أبناء شعبنا منذ زمن ...لقد شاهدنا دموع الفرح تجمع الفلسطيني ..وشاهدنا احتفالات كبرى في الضفة وغزة بنفس الوقت ...وشاهدنا ابتسامة فلسطينية في القدس وبالطبع لم تغب الفرحة عن أهلنا داخل الخط الأخضر.
فرَح فلسطيني ..أرتبط بمشاهد افتقدناها منذ زمن ... فرايات فتح رفرفت في احتفالات غزة ...وقيادة حماس تواجدت مع الرئيس في الضفة .... في المقاطعة خاطب الرئيس أبو مــــازن الشعب الفلسطيني والى جانبه الدكتور الشـــاعر والدكتور عبدالعزيز الدويك وبالطبـــع الشيخ حسن يوسف ...بحضور الأخ الرئيس أبو مازن تحدث الشيخ حسن يوسف إلى الشعب الفلسطيني من المقاطعة في رام الله ..خاطب شعبنا وخاطب الرئيس بكلمات غير معهودة منذ زمن ... حضرت روح النصر والوحدة و سيطرت على اليوم الفلسطيني فخلقت أجواء ساعدت على تجاوز أي سلبيات ارتبطت بالصفقة ...بمظاهر الوحدة تجاوزنا جميعا" توقيت الصفقة والموافقة على الإبعاد وتجاوز بعض الأسماء وتجاوزنا معا" الخطأ التفاوضي المتعلق بالأسيرات وبعدم التنسيق مع الحركة الأسيرة ...بالوحدة وبالكلمات الطيبة وبظهور أعلام فتح في غزة وبظهور قيادات حماس إلى جانب رئيسهم في رام الله...بكل ذلك تجاوزنا الانقسام وعشنا يوما" فلسطينيا" بامتياز ... تحول هذا اليوم من يوم فرح لإطلاق سراح جزء من الأسرى ليكون يوما" للوحدة الفلسطينية...لقد تجاوز شعبنا بوعي وبقدرة الرئيس على احتضان الحدث حيث أكد الأخ الرئيس في خطابه للشعب الفلسطيني على أهمية الوحدة وتجاوز الانقسام وبالحديث بوضوح عن الموقف الفلسطيني من استكمال تحرير الأسرى باعتباره جزء من الدبلوماسية الفلسطينية ..كل ذلك شكل أساس لتجاوز حساسيات الصفقة ...هذه الصفقة التي أعادت الشقيقة الكبرى مصر إلى تفاصيل قضية فلسطين حيث أن الدور المصري يحظى بترحيب الجميـــع .
بالطبـــع يجب أن نشير إلى أن حماس ساهمت كذلك بمنح هذا اليوم خصوصية فلسطينية حيث أنها بادرت للتنسيق مع القوى الوطنية في غزة وهذا شيء نرجو البناء عليه لاستمرار التنسيق والتفاعل مع الفصائل الأخرى وما ظهور أعلام فتح بغزة من جديد ألا تعبير عن اهتمام حماس بتحويل يوم الصفقة إلى يوم فلسطيني .
فلسطين الموحدة تجاوزت أي أثار سلبيه للصفقة بامتياز فلسطيني اشتَقنـــا له ...وكمثال على روعة المشهد الفلسطيني أسوق هنـــا للقارئ الكريم جزء من خطاب الشيخ حسن يوسف في المقاطعة حيث خاطب أبناء الشعب الفلسطيني وقال (هام هم الأسرى المحررون وشعبنا جاءوا إلى بيتك يا سيادة الرئيس لتؤكد على وحدة شعبنا ،نحن لا خيار لنا سوى الوحدة ولذلك يا سيادة الرئيس إننا نؤكد وانتم بالمقدمة معنـــا على ضرورة أنجاز الوحدة والمصالحة للوقوف جميعا" يدا" واحدة في وجه الاحتلال ) وأكمل الشيخ حسن يوسف بمخاطبة الرئيس أبو مازن بسيدي الرئيس وشكره باعتباره احد من ساهموا بإتمام الصفقة .
هذا المنطق الفلسطيني لم يغب للحظة عن الرئيس أبو مازن وهو الذي صعد قبل ذلك إلى المنصة وخاطب الشعب بصحبة قيادات حمـــاس ممسكا" بأيدي الشاعر والدويك والشيخ حسن يوسف ..كم اشتقنا لظواهر افتقدناها منذ زمن .. ...وبالنهاية وبعد انتهاء مظاهر الاحتفال بقيت حسرة فلسطينية حيث ما زال بالأسر ما يفوق الخمسة ألاف فلسطيني ...لقد عاد جلعاد شاليط الى أهله ...وبقي أسرى فلسطينيين في الآسر ...بكل صدق وبعيدا" عن أي انفعالية أقول بأنني شعرت بسعادة لعودة شاليط إلى أهله...وشعرت بسعادة أكبر وهو يقول بأنه سيعمل الكثير لتحرير أسرى فلسطين من سجون إسرائيل ... بالنسبة لي ..أتمنى أن لا يكون هناك احتلال وان لا يكون هناك اختطاف لجنود ولا يكون هناك أسرى في سجون الاحتلال ... وأتمنى ان يعود كل جندي إسرائيلي إلى أهله بعيدا" عنا ...ليتوقف الاحتلال وليتوقف الاشتباك وليتوقف الموت الفلسطيني وليتوقف الاختطاف وليعد كل جندي إلى أهله فنحن عشـــاق الحياة وبكرامة نقول ..لا للاحتلال ونعم للدولتين ونعم للسلام ...نحن لسنا بوارد العمل للقضاء على دولة إسرائيل ..نحن ببساطة نقول بأننا نريد إنهاء الاحتلال ونريد الحياة بحرية وكرامة على أرض السلام في فلسطين ...لم أشعر بالغضب ولو للحظة عندما شاهدت شاليط إلى جانب أسرته فعودته تخلق أمل بالسلام بينما قتلهٌ يخلق حقد لا يتوقف ...يجب أن يتوقف الاحتلال عن احتلاله لمصلحه شعبه وليس من اجل شعبنا التواق للحرية ...فالدولتين مصلحة الجميع والسلام مصلحة الجميع ومستقبل الأجيال القادمة ... ...عودة أسرانا الأبطال تٌزيل توتر مع إسرائيل وتساعد على توفير أجواء أفضل لو أرادت حكومة الاحتلال الخضوع لمنطق الحق ..الان الفلسطيني من حمـــاس أو فتح يتطَلع الى دولة فلسطين على القدس وغزة والضفة كما أشار الأستاذ خالد مشعل وكما هو نهج الأخ الرئيس أبو مازن ..لسنا طُلاب حرب وموت ولسنا هواة اختطاف بل نحن طلاب حرية ودولة وسلام وامن وأمان للجميع ...الصفقة خلقت أمل والصفقة تُشكل فرصه للسلام ولحسن النوايا ... فلو تعاملنا مع عودة شاليط بمنطق الإنسان...فلا ضير بذلك ... كلنا نرغب بتجاوز المعاناة ولكن البعض يستغل سياسة إسرائيل وتطرف حكومة نتنياهو ويحاول تعميم الفكرة ..فكرة الاختطاف ...يرى البعض الآن بأن الصفقة والاختطاف من قبلها هي خريطة طريق لإطلاق سراح الأسرى...وللأسف السياسيات الإسرائيلية المتشددة والمتعنتة تساعد على تعزيز هذا النهج ...فسياسة نتنياهو الاستيطانية هي التي تمنح فرصه للتشدد..وهنا أقول بأن الخطف والصفقات تحرر أسرى ولكن السلام يُبيض سجون الاحتلال ويٌطلق سراح كل الأسرى أن شاء الله ....على حكومة إسرائيل أن تعي بان إطلاق سراح الأسرى يجب أن يعزز فرص السلام وليس الحرب وإنهاء ملف الأسرى يجب أن يأتي مرافقا" لإقامة دولتنا لا مُرافقا" لاستمرار الحروب وعلى إسرائيل أن تسارع بإطلاق سراح أسرى وبعدد اكبر كبادرة حسن نوايا ..بهذا المنطق المؤيد للدولتين وللعيش بسلام معا" .. وفقط بهذا المنطق يتم إزالة كل بؤر الصراع ...إنني هنا كفلسطيني مؤمن بحرية شعبي وبضرورة أن نحيا بسلام وامن على أراضي دولتنا ومعنا كل الجيران أدعو حكومة إسرائيل بأن تعمل على تعزيز فرص التسوية والسلام الفلسطيني الإسرائيلي بالتوقف عن سياسة الاعتقالات وبإطلاق سراح الأسرى كمبادرة إسرائيلية تعزز فرص السلام وتعزز رؤية الرئيس أبو مازن لحل الدولتين ..شعبنا الفلسطيني يعرف ثمن اختطاف شاليط ويعرف الثمن الذي دفعته إسرائيل لتحرير شاليط....شعبنا يعرف بأن الصفقات تحل جزء من المشكلة ولكن السلام يلغي ملف الأسرى ... شعبنا تواق للحرية وللسلام وللوحدة ...أخيرا عاد جلعاد شاليط إلى أهله وشعرت بالفرح ...فانا إنسان أفهم فرحة لقاء الأب بالابن وفرحة لقاء الأم بالابن ...فالي كل إنسان أقول لنعمل من اجل إنهاء ملف الأسرى بإقامة دولة فلسطين ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !