الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأفغانية أنتهت بإقبال كبير على الرغم من تهديدات طالبان المتكررة ضد كل ما هو تقدمي , إقبال الأفغان ذكوراً وإناثاً على الإنتخابات ينم عن رغبة حقيقية بنفوس الأفغان لتعزيز الديموقراطية والإتجاه نحو البناء والتعددية والتعايش ذلك الإقبال لم يشهد حوادث عنف قد تعكر صفو الإنتخابات وهذا يعني أن حركة طالبان بدأت تتجه نحو التلاشي والنهاية فهي على الأرض لم تعد قوة مؤثرة يحسب لها الحسبان . بلغة الأرقام فقد أدلى 7 ملايين شخص بأصواتهم من بين 12 مليون مواطن يحق لهم الإنتخاب ونسبة الإقبال على التصويت بلغت 58% وعدد مراكز التصويت بلغت 6الآف مركز إنتخابي , أرقام أولية خاصة إذا أخذنا في الإعتبار مدة التصويت والزمن المخصص للإنتخابات, الإنتخابات الأفغانية الحالية مهمة وحساسة للغاية فانتقال السلطة من الرئيس الحالي إلى الرئيس المنتخب الجديد يعد إختبار كبير للبلاد خاصة مع إقتراب الإنسحاب المتوقع لقوات حلف شمال الأطلسي , فالمخاوف ما تزال تسيطر على مفاصل صنع القرار الأمني الأفغاني مخاوف من عودة الفوضى للداخل الأفغاني وقدرة مؤسسات الدولة على المواجهة والصمود والإستمرار في نشر الأمن والسلم والبناء المؤسساتي للدولة . إقبال الافغان على الإنتخابات متجاوزين الماضي الاليم , متحدين تهديدات قوى الظلام الدموية مبشرات بغدٍ مشرق لأرض عانت طوال عقود من الظلام والدموية والصراعات المسلحة , فالشعوب هي من تصنع الغد المشرق , نجاح العملية الديموقراطية يٌصيب حركة طالبان وغيرها من الحركات المتأسلمة بالجنون فالنجاح يعني تحول العقل وتحرره من قيود الظلام . حركة طالبان ومنذ سقوط الإتحاد السوفيتي تٌمارس الإرهاب بأفغانستان وتحتضن الإرهاب المنظم وترعاه , تبايع أميرها وتطلب من الأخرين مبايعته ضحت بأفغانستان وبخيراتها مقابل أحلام واهيه ظلامية لم ولن تتحقق , وحتى بعد سقوطها عام 2001م ما تزال ترعى الإرهاب وتقتات على الدماء ,ولم تتحول نحو المدنية وتترك الماضي رغم محاولات المصالحة والتصالح . أخبار الإنتخابات الأفغانية تختلف عن أخبار الإنتخابات في أي بلد أخر , فأفغانستان خرجت من عباءة الظلام بصعوبة وعلى ضوء أرقام الأنتخابات الأخيرة بدأ تخرج من عباءة الارهاب والمخدرات والتسلط والدموية وبدأت أفغانستان تتطهر جزئياً من كائنات وفيروسات دمرت أفغانستان , فشلت التهديدات وفشل من كان يهدد بإفشال عرس الأفغان التاريخي فقد نجح عرس الأفغان التاريخي بفضل صمود شعب عانى الكثير ورفض الماضي بكل تفاصيله المزعجة .
التعليقات (0)