رام الله - كفاح زبون :أكدت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن قيادة السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصيا يشعرون بالغضب الشديد من الرئيس الليبي معمر القذافي بعد أن تعمد عدم استقبال عباس أول من أمس، بعد وصوله مدينة سرت في ليبيا، في حين استقبل باقي الرؤساء والملوك العرب، الذين وصلوا لحضور القمة العربية.
واستقبل رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي وموسى كوسا وزير خارجية ليبيا، عباس، في إشارة إلى أن الأزمة بين السلطة وليبيا ما زالت مستمرة، على الأقل من وجهة نظر ليبية.
وبدأت الأزمة حين زار عباس ليبيا الشهر الماضي بطلب من القذافي، الذي كان يخطط لجمعه مع مسؤول المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بشكل مفاجئ قبل أو على هامش القمة العربية ومن ثم إعلانه الاتفاق بين الرجلين ومصالحة فلسطينية، وهو ما رفضه عباس بشكل قاطع، فرد القذافي آنذاك بالامتناع عن استقباله، وهو ما أغضب عباس الذي زار ليبيا بعد عدة اتصالات أجراها القذافي معه. وتقول السلطة إنها لن توقع المصالحة إلا في القاهرة، احتراما وتقديرا للجهود المصرية التي بذلت على مدى عامين، وعدم إعطاء الفرصة لإحراج مصر.
وأكدت مصادر «الشرق الأوسط» أن عباس قرر بعد ذلك عدم التوجه إلى القمة العربية لكن وساطة مصرية واتصالا من القذافي يدعوه لحضور القمة، كان كافيا لتغيير وجهة نظره. وتابعت المصادر «لكن تصرف القذافي مرة أخرى بهذا الشكل اللا مسؤول يمثل إهانة غير مفهومة ولا مقبولة». ونشرت «الشرق الأوسط» في 2 مارس (آذار) الحالي في عددها رقم 11417، نقلا عن مصادر في أوساط الرئيس الفلسطيني أنها تخشى «من أن يعمد القذافي إلى توجيه إهانات للوفد الفلسطيني، مثل أن يستقبل كل الزعماء إلا أبو مازن، أو يتحدث في القمة بلغة مستفزة». وبعد أن أنهى عباس خطابه في القمة أمس وجه القذافي له كلاما مغلفا بالدبلوماسية، لكنه كان يعني في جوهره أن الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والشتات وقواه المقاومة هي التي تقرر في النهاية ماذا تريد وليس عباس نفسه.
وقال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لفتح ومسؤول العلاقات العربية والدولية فيها، ووزير الخارجية السابق، لـ«الشرق الأوسط» «إن عدم استقبال الرئيس، خطأ دبلوماسي وسياسي وشخصي». وأضاف «إنه لو لم يرد أن يلتقيه في قمة أخرى فله ذلك، لكن في قمة هو رئيسها فهذا خطأ.. إنه الراعي وهناك تقاليد عربية ودبلوماسية، ونحن نخطئه». وقال مصدر مسؤول لـ«الشرق الأوسط» «هذا لا يؤذي إلا سمعة القذافي نفسه».
وأكدت المصادر أن لا تغيير في الموقف من ملف المصالحة، وأن السلطة لن تسمح بنقله لا لليبيا ولا لأي دولة أخرى، وتابعت «العنوان هو مصر، ومن يرد توقيع المصالحة فليذهب إلى مصر».
من ناحية ثانية قال شعث لـ«الشرق الأوسط» إن القمة ستعتبر ناجحة من وجهة نظر السلطة في حال تحولت إلى قمة القدس، وهو ما يعني دعما عربيا حقيقيا في مواجهة الضغوط والاستيطان الإسرائيلي في المدينة.
وقال شعث إن الدعم الحقيقي ليس بالمال، وأضاف «المال وحده لا يكفي» وأوضح «حتى المال بحاجة إلى موافقة إسرائيلية لاستخدامه في المدينة، نحن نريد ضغطا حقيقيا وموقفا موحدا ينقل للإدارة الأميركية». وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على تقديم 500 مليون دولار لصندوق القدس في محاولة لمواجهة نشاطات الاستيطان الإسرائيلية في المدينة.
وأكد شعث أن السلطة ستطلب من القمة إرسال 3 من القادة العرب إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما لينقلوا له قرارات القمة، ويبلغوه بأن كل الإمكانيات العربية، أموالنا وعلاقاتنا ونفطنا، مجندة لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية ودعم للفلسطينيين وموقفهم». وأضاف «هذا هو مطلبنا ولكن لا أقول إنه قد يتحقق».
التعليقات (0)