عام على مدونتى
يحتار الوالدان فى اختيار عيد ميلاد الأبن ,
فهو ولد فعليا فى يوم كذا , ولكن تم تأخير تسجيله كى يتوافق مع عيد ميلاد أخته , أو مع مناسبة دينية أو وطنية .
اذا فهو له عيدان لذكرى الميلاد , احداهما فعلية واقعية , والأخرى مستندية أو وثائقية , أى مرتبطة بالأوراق الرسمية .
بالنسبة لمدونتى فلدى ثلاثة تواريخ وليس تاريخين .
أول عهدى بالتدوين , كان ان أنشأت مدونتى على ( بلوجر ) ولقلة خبرتى أرسلت موضوعا واحدا مرتين .
عند محاولة فتح المدونة لارسال موضوع ثان فى وقت لاحق , أكتشفت أننى نسيت كلمة السر , وجلست امامها أقول افتح ياسمسم , ولا من مجيب , ولم أتمكن من فتح المدونة .
ولأننى تعبت كثيرا فى انشائها , جلست بجوار جهاز الكومبيوتر لأتصفح موضوعى اليتيم , عن طريق محرك البحث ( جوجل ) , وأنظر اليها بأسى كأننى أنعيها .
طالت مدة حدادى على مدونتى , حتى اننى لم استطع أن أواريها التراب .
فقلة خبرتى – للأن – لم تمكننى من حذفها أو ازالتها , فكأنها تصر على ان تبقى نصبا تذكاريا للخيبة وقلة الحيلة , والأمية التدوينية , والجهل الكومبيوترى – ان صح التعبير - .
أنشأت مدونة أخرى على مدونات ( مكتوب ) , ولأن : " من تلسعه الشوربة , ينفخ فى الزبادى " , فقد أخترت كلمة سر لا تنسى .
بدأت فى ارسال الموضوعات , طبقا لخطة موضوعة سلفا , وهى ان أرسل موضوعا واحدا فى الأسبوع , مهما كانت مشاغلى التى قد تعطلنى عن الكتابة , ومهما كان رصيد المقالات التى قد تتوافر لدى .
ووجدت نفسى أجلس قرابة النصف ساعة أحايل جهاز الكومبيوتر , أربت على كتفه , وأمسح على ظهره كى يحن على ويفتح المدونة , كى أتصفحها أو أرسل موضوع جديد , ناهيك عن صعوبة تقنية التحرير .
أخبرنى صديق بأن مدونات ( مكتوب ) عددها بمئات الألوف ومتصفحوها بالملايين ولذا فهى بطيئة فى التحميل وتستغرق كل هذا الوقت .
منذ مدة كنت أتابع " ايلاف " الجريدة .
فى أحد المرات وانا أبحث عنها عن طريق محرك البحث , وجدت عنوان : مدونات ايلاف , دخلت وتصفحت , وأعجبت بالمدونات والمدونين .
قرأت اعلانا لديهم فيما معناه ( أنقل مدونتك الى هنا ) , فقلت لنفسى اذا لم اكن قادرا على الولوج الى مدونتى فكيف سأتمكن من نقلها ؟
وقررت الحل من جانبى , ان أنشىء مدونة جديدة على ( ايلاف ) .
أخترت لها نفس الأسم , وهى عادة قديمة عندنا فمن يمت لها ابن تسمى المولود الجديد بنفس الاسم .
كان لدى هاجس يسيطر على منذ طفولتى ( ان حظى قليل ) وألح على الشاعر حين قال ( ان حظى كدقيق فوق شوك نثروه , وأتوا بحفاة يوم ريح يجمعوه , فعز عليهم الأمر فقالوا : أفمن أشقاه ربى كيف أنتم تسعدوه ) , أضف اليه التجربتين السابقتين مع ( بلوجر ) ومع ( مكتوب ) فترسخ لدى اعتقاد بأن ( السيد عيسى ) , ( لا يعيش له مدونات ) .
أستلهمت روح ( مصطفى كامل ) من أنه ( لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة ) .
وشرعت فى تعليق الزينة ودعوة الأهل والأصدقاء لحفل الافتتاح .
لم أتمكن من اعادة طلاء جدران مدونتى باللون الذى يستهوينى , ولم اتمكن من رص الفرش والأثاث , فأنا لم أدخل أى تعديل على قالب مدونتى .
كنت أتابعها وهى تكبر أمامى , كما أتابع وليدى , وكلما زاد عدد قرائى كنت أفرح وكأن هذا العدد يزيد فى رصيدى البنكى .
ألتزمت بوعدى بأن أرسل مقالا فى الأسبوع , الا لظروف خارجة عن ارادتى من كثرة تعطل الشبكة , أو ورود مناسبة ما يلزمها بالضرورة قوات التدخل السريع .
أكتسبت أصدقاء كثر , ولم أعاد أحدا .
أحترمت غالبية المدونين فأحترمنى معظمهم .
لم أسفه أفكار أحد , وسفه البعض أفكارى .
كان مخزون الشجاعة لدى كافيا كى أفكر بصوت عال , مكتوب , فلم أخجل أو أخاف من طرح ما يعن لى من أفكار .
وكان مرضيا لى ان أسارع بالأعتراف بخطئى – ان أخطأت – بل والأعتذار – اذا لزم الأمر .
ما أشرت اليه فى المقدمة , هو ما حدا بى أن أختار أول اصدار لى على مدونتى مع ( ايلاف ) كى يكون عيد ميلاد مدونتى .
أنتم جميعا مدعوون معى كى نطفىء أول شمعة – أو للدقة – أول وتد فى الذكرى الأولى لميلاد ( الوتد 57 ) .
قد يرد البعض بأن الواجب : أن نشعل أول شمعة , لا أن نطفئها ,
واليهم أقول : أن نشعل أول شمعة , أو أن نطفىء أول شمعة , المهم أن نفعل .
تعالوا نعلى قيمة الفعل فى " الوتد 57 " .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)