عاطلة بمرتبة جامعية

عاطلة بمرتبة جامعية

كثيرات هن العاطلات اللواتي فارقن أسوار الجامعات والكليات بعد أن قضين سنوات بين جنباتها وأروقتها , سنوات تلو الأخرى ولقب عاطلة يلازم تلك الفئة ذات النسب العالية بمجتمع باتت تطغى عليه ألقاب مزعجة متعددة كلقب عاطل ,عاطلة ,عانس ,عازف عن الزواج , مستأجر, باحث عن علاج أو سرير بأحد المستشفيات .

سنتين مرت على إطلاق هاشتاق خريجات جامعيات عاطلات ومثلها لهاشتاق خريجات كليات المجتمع يطالبن بالتوظيف وبين ذلك الهاشتاقين هناك هاشتاقات ذكورية تطالب بالتوظيف وحل عقد البطالة بإجراءات أكثر جدية ونفعاً , مرور السنوات دون وجود حلول عملية لمثل تلك القضايا يعقد القضية ويجعلها تدور في حلقة مفرغة فضلاً عن تزايد الغضب والاحتقان والدخول بنفق الأمراض النفسية المميتة والقاتلة والتفكير خارج الصندوق جراء الإحباط ولوم النفس بالفشل !.

العاطلة التي قطعت أشواطاً طويلة في الدراسة ومثلها في البحث عن وظيفة تتسأل لماذا أدفع ثمن خطأ التخطيط وخطأ وجود كليات غير معترف بها وغير مٌصنفة وظيفياً  ككليات المجتمع , وتتسأل العاطلة هل هم وزارة العمل تخفيض نسب البطالة أم همها الزج بنا كعاطلات بمهن تفتقد بيئتها لأدنى معايير الاحترام للخصوصية والطبيعة البشرية , وتتسأل العاطلة أيضاً أين وزارة الخدمة المدنية وأين الجهات الحكومية الأخرى عنا كعاطلات سار بهن قطار العٌمر بعيداً عن الأحلام والأمنيات وعبر بهن صحراء قاحلة لا ماء فيها ولا شجر ؟!

البطالة نارٌ مهلكة محرقة للطاقات والكفاءات والأرواح والعقول و حلول وزارة العمل لتفكيك رموز بطالة الفتيات والشباب حلول عقيمة محدودة التأثير أهدافها مؤقتة وليست دائمة مستدامة فإجراءات وزارة العمل كجهة تنظيمية وتنفيذية تابعة للجهاز الحكومي لا تستشرف المستقبل ولا توفر أمان وظيفي فأساس الأمان و الاستقرار الوظيفي يبدأ من الدعم المالي لرواتب موظفي وموظفات القطاع الخاص وينتهي بتوفير بيئة عمل مناسبة وجاذبة ؟.

عاطلة بمرتبة جامعية وبالمقابل هناك عاطل بمرتبة جامعي وهناك عاطلون وعاطلات بمراتب دراسية مختلفة , والعاطل بحاجة لوظيفة تسد رمقه وتعينه على أعباء المستقبل فماذا ستفعل الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص لإيقاف تصاعد نسب العاطلين والعاطلات هل هناك من حلول جدية فاعلة أم أن الحلول ستبقى مهدئات ومسكنات لأرواح الشباب والفتيات  ؟.