مواضيع اليوم

طـا ر ت ا لــو ر قـــة فـإ ر تـفـعـت ا لـد ر جـــــة ...

أشرف هميسة

2011-10-15 12:34:14

0

أخبرني أحد أقاربي بقصة زميل له بالجامعة يقول : مرض والدي في البيت و أحس بآلم شديد في قلبه وكان ذلك في يوم ثلاثاء وكان يوم الأربعاء هو ميعاد اختباري بالجامعة ..
قال لي والدي : أريدك أن تذهب بي إلى المستشفى قلت له : " أبشر" و بالفعل توجهت مباشرة معه إلى المستشفى وأخذت معي مذكرتي التي سوف أمتحن بها غداً .. وبعد الكشوفات والتحاليل قال لي الدكتور : والدك لابد أن ينام الليلة في المستشفى . قلت له : يا دكتور هل بالإمكان أن يخرج الليلة لأن غداً لدي اختبار؟ قال لي: الأمر يعود إليك ولكني أفضل بقاءه في المستشفى ..
فجلست مع والدي بالغرفة وكان والدي متعب جداً ولم يكن هناك متسع من الوقت للمذاكرة، داهمني الوقت الساعة العاشرة مساءً فنام والدي وبدأت أذاكر بعض الوقت. ولكني أحسست أني متعب جداً وأريد النوم فنمتُ بالقرب من والدي ..
إستيقظت بفضل الله على آذان الفجر وأيقظت والدي وبعد الصلاة بدأت في إكمال المذاكرة ولكن بالطبع لم أستطع مذاكرة سوى جزء يسير جدا لضيق الوقت .. وعندما بقي على موعد اختباري نصف ساعة .. قبلت رأس والدي ويده وقلت له : ادع الله لي بالتوفيق، أنا ذاهب لدي اختبار بالجامعة فرفع يده إلى السماء ودعا لي ..
ذهبت لقاعة الإختبارات بالجامعة و بدأ المراقب بتوزيع الأوراق وكتبت ما أعرفه في ورقة الأسئلة قرابة 60 سؤال لم أجاوب إلا على 9 منها فقط والباقي لم أتذكره ولم أعرف إجابته، وكانت المادة طويلة جدا وصعبة .. وبعد عدة أيام أعلن الدكتور الأسماء والدرجات أمام الطلاب في القاعة فذكر اسمي وذكر أن درجتي ستين من ستين .. قلت على الفور في نفسي : مؤكد يوجد خطأ .. فأنا لم أجاوب سوى على 9 أسئلة من 60 والباقي تركته و بعد الانتهاء من الدرس وإعلان الدرجات خرج الدكتور وتبعته وقلت يا دكتور : ممكن أتأكد كم أخذت بالاختبار؟، قال: ما اسمك ؟، قلت له : فيصل " قال: "مبروك" ستين من ستين وفقك الله .. قلت: يا دكتور بكل أمانة أنا لا أستحق ذلك، فأنا لم أحل جيدا وكيف حصلت على هذه الدرجة ؟؟
بدأ الدكتور بمراجعة الأوراق فلم يجد ورقتي من بين أوراق زملائي الطلاب ثم قال لي : اسمع يا فيصل ماذا حصل معي مع ورقتك ..أنا يوم الخميس عصراً كنت أصحح أوراق الطلاب في البلكونة فطارت ورقة مني أثناء التصحيح من شدة الهواء .. فجمعت باقي الأوراق ودخلت الغرفة خوفا أن تطير باقي الأوراق وإكتشفت أن الورقة التي طارت كانت ورقتك . فقلت : لا أريد أن أظلمك بشيء فأعطيتك الدرجة الكاملة ..
يقول فيصل : فأخبرت الدكتور بقصتي مع الوالد فضحك وقال : اسمع يا فيصل لعله كرم من الله من حسن برك بوالدك و رعايتك له .. حيث أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه .. وقال صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات مستجابات : الصائم حين فطرة و دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب و دعوة الوالد لولده .. و حديث : الوالد أوسط أبواب الجنة .. و لقد طبق السلف رضي الله عنهم أعظم صور البر والإحسان واليكم بعض صور برهم :
أبو هريرة رضي الله تعالى عنه كان إذا دخل البيت قال لأمه : رحمك الله كما ربيتني صغيرا, فتقول أمه : وأنت رحمك الله كما بررتني كبيرا ..
وهذا ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائما حتى استيقظت ..
وهذا ابن عون أحد التابعين نادته أمه فرفع صوته فندم على هذا الفعل وأعتق رقبتين ..
كان ابن سيرين إذا كلم أمه كأنه يتضرع وإذا دخلت أمه يتغير وجهه ..
كان الحسن البصري لا يأكل من الصحن الواحد مع أمه يخاف أن تسبق يده إلى شيء و أمه تتمنى هذا الشيء .كما فعل زين العابدين ..
حيوة ابن شريح أحد التابعين كان يدرس في المسجد وكانت تأتيه أمه فتقول له : قم فاعلف الدجاج فيقوم ويترك التعليم براً بوالدته ولم يعاتبها ولم يقل لها أنا في درس , أنا في محاضره , أنا في مجلس ذكر ..
أما سمعتم بخبر أويس القرني !! هذا الرجل هو الرجل الوحيد الذي زكاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو من التابعين وحديثه في صحيح مسلم , قال النبى صلى الله عليه وسلم للصحابة : (يأتيكم أويس ابن عامر من اليمن كان به برص فدعى الله فأذهبه أذهب الله عنه هذا المرض ، كان له أم هو بها بار.. يا عمر إذا رأيته فليستغفر لك فمره يستغفر لك ) .
أن ابن عمر رضي الله عنهما لقي رجل أعرابي في الطريق إلى مكة فحمله وأعطاه عمامته فقالوا له يا ابن عمر هذا رجل أعرابي لو أعطيته شيء عادي لقبله , فقال ابن عمر : إنه كان صديق لعمر يعني كان صديق لوالدي عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ..
وكان ابن المنكدر من التابعين يضع خده على الأرض ويقول لأمه قومي ضعي قدمك على خدي !!
وهذا الإمام الذهبى رحمه الله وأحد العلماء يقال له قندار لم يرحلا في طلب العلم براً بأمهاتهم يعني ما خرج من مدينته التي هو فيها لأن والدته قالت : لا تخرج فبقي يطلب العلم في هذه المدينة حتى ماتت ثم سافر قال : أردت الخروج للعلم فرفضت أمي فأطعتها فبورك لي في ذالك ..
وكان بعض التابعين لا يسكن في بيت أمه وهي تحته إجلالاً لها يعني ما يكون في الدور الثاني وهي في الدور الأرضي يعني أدب عالي أن يكون هو فوق وهي تحت ..
 و في حديث  بر الوالدين قال النبي صلى الله عليه وسلم :
عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله فقال صلى الله عليه وسلم :

( الصلاة على وقتها . قلت ثم أي قال بر الوالدين . قلت ثم أي . قال الجهاد في سبيل الله )
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ,قال لرجل استأذنه في الجهاد أحي والداك ؟ قال : نعم . قال ففيهما فجاهد . رواه البخاري .
وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رضى الرب في رضى الوالد وسخط الرب في سخط الوالد )
وفي الحديث الآخر رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه , يعني يلصق بالتراب أنفه , قيل من يا رسول الله : قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة ) ..
معنى كلامه صلى الله عليه وسلم إذا أدركت والديك أو أحدهما ولم تدخل الجنة بسبب برك بوالديك فيرغم أنفك يعني تستحق أن يلصق بالتراب لأنك لم تستغل  هذه الفرصة الطيبة و هذا العمل الصالح الذي يوصلك إلى الجنة ..
أخي الكريم .. أختي الكريمة .. لقد قرأت هذه الكلمات عن بر الوالدين وعرفت ما في ذلك من الثواب الكبير فأردت لكم الخير .. فراجعوا  أنفسكم مع والديك , و إياكم و العقوق وقاني الله و إياكم منه .. واتقوا الله في كل حال  و بروا والديكم تبركم ابنائكم و الجزاء من جنس العمل ..

اللهم إرزقنا التوفيق و بر والدينا و إجعلنا من أهل رضوانك و جناتك يارب العالمين .. ... أشرف هميسة




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !