"اننا نطمئن أهلنا بعدم التفريط بأي شبر من نينوى ولن نقبل بان تضم كركوك إلى كردستان ولا اي جزء من ديالى الى كردستان ونحن نريد الاحتكام الى الحلول السياسية وليس بفرض الامر الواقع والسلاح ولا تفريط بحقوق اهلنا وما حصل في اربيل من مشاورات لا يمثل العراقية ككل بل حركة الوفاق فقط”.
هذه التطمينات التي اطلقها النجيفي بلقاء له مع وكالة اصوات العراق في 1632010 والموجهة الى اهله من فلول ايتام البعث المختبئة في اقبية الدول المجاورة للعراق، لتجديد عهده للدول الشوفينينة العروبية بانه سوف يظل أسامة عبد العزيز النجيفي، كما عهدوه، المتاجر بالعروبة، الشمولي الرافض للتعددية القومية والمذهبية في المجتمع، الشوفيني المعادي لكل من ليس عربي مسلم سني في محافظة نينوى خصوصاً والعراق عموماً، صاحب العقلية العفلقية الفذة في اثارة النعرات القومية، وتاجيج الخلافات الدينية والمذهبية في محافظة نينوى.
هذا النجيفي الذي يتحلى بطبائع استبدادية تتوق للماضي البعثي، ولامحل للوطن والمواطنة والبناء الديمقراطي في قاموسه السياسي المنتهية فعاليته في العراق الجديد، كان قد قال عن زيارة علاوي الى اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق بانها لا تمثل قائمة العراقية وانما هي تمثل حركة الوفاق التي يتزعمها، وكانت قد جاءت في اطار بحث علاوي عن تحالفات تمكنه من تشكيل الحكومة الجديدة.
ونحن بدورنا نقول للنجيفي ان كلامنا هنا موجه لك وحدك، وليس لمكونات قائمة العراقية، وبالاخص الدكتور اياد علاوي الذي يتمتع بتقدير واحترام القيادة الكوردية في كوردستان العراق لما له من مواقف علمانية ديمقراطية ثابتة، ولما عاصرته القيادة الكوردستانية من تاريخ علاوي ابان معارضة النظام البائد.
الكورد وقيادتهم في كوردستان العراق، لديهم مبدأ ثابت في احترام وتقدير اي انسان ناصر القضية الكوردية ووقف الى جانب الشعب الكوردي في الكوارث والمآسي التي حلت بهم عبر التاريخ، ولا يؤثر في هذا المبدأ السذاجة السياسية الانية، التي ترتبط بمصالح مرحلية، كما عبرعنها النجيفي في التمهيد، لطلب اذن الزيارة الى اربيل، وإجراء مباحثات لتشكيل الحكومة القادمة، حيث حمل طلبه بشروط لامحل لها من الإعراب، ومضللة للحقائق، معتبرا في الوقت نفسه "أن الكرد في وضع انتخابي صعب".
كما ترافق طلبه ببعض عبارات التجمل، واعلان عدم معارضته لتولي مواطن كوردي عراقي لرئاسة الجمهورية، ومناصرة حقوق الكورد، الشعب الذي عانى من امثال النجيفي الكثير، وهو ليس اول واخر من يعاديهم، والسذاجة، انه يطلق هذه التصريحات للتقرب من الكورد في الوقت الذي تفوح من عقله ومخططاته ولقائاته وتصريحاته الخلبية رائحة الخباثة والخديعة.
فهو لايخدع بتحوله المفاجئ في مواقفه تجاه الكورد سوى دناءة نفسه، ونشرح له، باعتباره لم يفهم بعد، طبائع الشعب الكوردي، اولا ابواب اقليم كوردستان العراق مفتوحة للجميع، وحتى امثال النجيفي مرحب بهم في كوردستان، على رغم من تصريحاته في معرض حملته الانتخابية، والتي وصف فيها الكورد بانهم لاينتمون الى العراق، وتحريضه الدائم ضد الوجود الكوردي في الموصل وضد حكومة الاقليم، ولا يخفى على احد مرضه العقلي تجاه الكورد والذي عبر عنه بايام معدودة قبل حملته الانتخابية، في برنامج "ولكم القرار" الذي بثته قناة السومرية الفضائية، حيث قال في اللقاء المذكور "أن الكورد اتبعوا سياسة تكريد واسعة في محافظتي كركوك ودهوك، معتبرا أن "محافظة دهوك مسيحية وكركوك تركمانية ولم تسمع في السابق بوجود كورد فيها"، حيث كان حديثه مبطن بدعوى الى ابادة الشعب الكوردي، ورغم ذلك مرحب به في اقليم كوردستان.
كما ان القيادة الكوردستانية فتحت أبواب الإقليم أمام كافة الكتل السياسية العراقية، للتشاور والتحاور بغية تشكيل الحكومة الجديدة، انطلاقا من حرصها الشديد، على ان تكون ممثلة بكافة الاطياف العراقية، بدليل أن رئيس القائمة العراقية التي ينتمي لها "النجيفي" إياد علاوي زار الإقليم مرتين خلال أسبوع واحد، ولاقى كل الترحاب والاحترام والتقدير من القيادات الكوردستانية رئاسة وحكومة الاقليم.
ومن يعاني وضعاً انتخابياً صعباً، هو النجيفي شخصياً وامثاله المنضوين تحت لواء قائمة العراقية، والمشهود لهم بانتاج الاكاذيب وتلفيق الاتهامات ضد الكور وترويجها، لانهم يشكلون العائق الوحيد وحجر عثرة، امام تحالف الكورد مع قائمة العراقية.
واذا كان السيد النجيفي راغباً بتحسين صورته المشوهة، ليلاقي بعض القبول السياسي لدى الكورد، فعليه تقديم اعتذار رسمي للشعب الكوردي، عن تصريحاته الخنفشارية الناكرة لوجود الشعب الكوردي.
وتقديم الاعتذار لابناء الموصل، والاعتراف بكل ما اقترفت يداه من جرائم منظمة، وتهجير بحق الكورد والمسيحين والكورد الايزيدين والشبك في الموصل، لتفريغها من اهلها الاصليين، وجعلها عربية مسلمة سنية، لكي تلائم تطلاعاته الشوفينية هو، واخوه اثيل النجيفي محافظ نينوى، بعد استيلائهم على السلطة في نينوى من خلال صناديق الاقتراع، على اثر حصول قائمتهم "الحدباء" التي كان يتزعمها على الأغلبية في مجلس محافظة نينوى في الانتخابات المحلية الماضية نهاية شهر كانون الثاني من عام 2009 حيث تم تعيين شقيقه أثيل النجيفي محافظا لها من دون موافقة قائمة التآخي التي تمثل التحالف الكوردستاني، أو إعطائها أي مناصب وفق مبدأ التوافق السياسي.
بعد تقديم الاعتذار، وحل المشاكل العالقة في الموصل بينهم "الحدباء" وبين قائمة نينوى المتآخية، عندها فقط قد يكون النجيفي محل ترحيب في اربيل.
dostocan@gmail.com
التعليقات (0)