في الوقت الذي كنا ننتظر تفعيل بعض المساطر وتحريك المتابعات الجامدة في دهاليز محاكم-نا- المغربية ضد الفاسدين وناهبي المال العام والمنتمون إلى مجلس ممثلي الأمة تماشيا مع الخطاب الملكي الذي يصب في اتجاه تكريس دولة الحق ودولة القانون، نفاجأ بخبر اعتقال مدير جريدة المساء –رشيد نيني- وكأن المسؤولين على القضاء بالمغرب يريدون أن يفهمونا بأن المسؤول الحقيقي على تردي الأوضاع السياسية، الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى العمل الإرهابي الذي عاشته مدينة مراكش –الحمراء- قم تم اعتقاله من أجل التحقيق معه.
ماذا تريد السلطات القضائية أن تقول لنا حيث اعتقلت مدير المساء-رشيد نيني- هل تريد أن تقول بصريح العبارة بأن الخطاب الملكي هو مجرد خطاب رنان للتباهي أمام المجتمع الدولي فقط، أم تريد أن تخبرنا بأن المسؤول الحقيقي في البلاد هي المؤسسات المخرومة العاجزة على تخليق الحياة العامة؟؟؟ أم ماذا؟؟؟
ما الهدف من اعتقال مدير جريدة المساء؟؟؟؟؟
هل هي رسالة للصحفيين والمدونين للكف على النقد الذاتي والموضوعي لما وصلت إليه الوضعية المزرية في البلاد؟؟؟؟؟
هل رسالة واضحة المعالم لتكميم الأفواه رغم ما يقال من شعارات رنانة مفخخة بمصطلحات كبيرة لا ترى النور على أرض الواقع؟؟؟؟
هل هي انطلاقة لإعادة التاريخ والرجوع بنا إلى بداية سنوات الجمر والرصاص؟؟؟؟؟؟
أم أن السلطات المغربية المتمثلة في القضاء الواقف تريد أن تساير مدير جريدة المساء –رشيد نيني- في طلبه المنشور في إحدى الأعداد السابقة حيث التمس صاحب عمود "تشوف تشوف" اعتقال أحد الأطراف المذكورين في مقاله حيث قال : «واحد فينا خصو يتشد» بمعنى واحد منا لا بد أن يتم اعتقاله.
هل فعلا بهذا الاعتقال تريد مؤسسة القضاء إثبات الذات المفقودة؟؟؟؟؟
أم أن نشر عدد من القضايا التي يمكن أن تصنف من الطابوهات لدى السلطة هي السبب الحقيقي في اعتقال مدير المساء؟
أسئلة متعددة تتداول بين رواد المقاهي والإنترنيت، عن السبب الحقيقي لاعتقال مدير جريدة المساء.
فعلا لقد استجابة النيابة العامة الطلب –رشيد نيني- لكن في الاتجاه المعاكس للمطلوب ضده الإجراء، حيث كما ننتظر اعتقال بعض المسؤولين عن النهب والسلب للمال العام والمسؤولين على الأوضاع المزرية التي تتخبط في البلاد، وعلى سبيل الذكر اعتقال المسؤول الحقيقي في قضية "النجاة" التي تم تجميدها في دهاليز المحاكم المغربية بقدرة قادر، وتحريك المسطرة والبحث في حيثيات قضية الدركي: عبد الرحيم ديان الذي يتهم مباشرة مسؤولين ساميين في قضية التزوير في المحاضر المنجزة من طرفهم، وإيقافهم عن العمل حتى يتم التحقيق، لكن كل هذا لم يتم وتم اعتقال مدير الجريدة لمدة 96 ساعة تحت ذريعة إتمام البحث.
ويؤسفني جدا أن أعيد قولي لمدير جريدة المساء الواسعة الانتشار الله يجعل نتيق.
لقد عم الفساد البر والبحر، وحتى في الجبل عندنا في المغرب.
اعتقال رشيد نيني ليس هو الحل الحقيقي لمعضلات المملكة المغربية أيها السادة القضاة بالنيابة العامة، لكن الحل الحقيقي لكل مشاكل المغرب تكمن في عدالة التي تتسم بالزبونية والمحسوبية أقولها وأكررها وأسطر عليها تسطيرا لأنها ليست زلقة لسان أو هفوة.
حيث يتضح ذلك في إحدى الحوارات المباشرة بالقناة المغربية الأولى "حول إصلاح القضاء" في البرنامج الإذاعي "قضايا وآراء" : إحرج المحامي عبد اللطيف وهبي لوزير العدل وبعض المسؤولين في وزارة العدل حيث بسط الكثير من الإختلالات التي تتحملها ذات الوزارة وعدم قيامها بأدنى شيء بعد العفو الملكي الأخير عن المعتقلين، حيث اتهم عدد من المسؤولين القضائيين بالخلود في مناصبهم لعهود من الزمن، - حيث يعتبر هذا الخلود خرقا سافرا للقانون المنظم للقضاة- ودون ان الحديث عن طبخ الملفات وعن الفساد الذي ينخر جهاز القضاء في القضايا السياسية.
ولن يفوتني التذكير بالجملة الشهيرة للراحل الحسن الثاني في هذا الصدد حيث أشار بأن ملفات التهم جاهزة ولا ينقصها غير الاسم ورقم بطاقة التعريف، بمناسبة الخطاب الذي خصص عقب الهجوم على العراق وذلك منعا لأي وقفة تضامنية مع الشعب العراقي في تلك الفترة، حيث منع حتى قراء : اللهم ألطف بنا جاءت به الأقدار.
وأتتم الأستاذ النقيب مبارك في مداخلته في نفس اللقاء فضح عدم استقلالية "الودادية الحسنية للقضاء" وختم تدخله بالمقولة التالية «ليس هرمنا هرمنا بل صلعنا صلعنا من أجل إصلاح القضاء فلم نجد له بوادر».
ولنا لقاء لا محالة إن تعقلت نيابتنا العامة التي نتهمها بقصر النظر والعمى المتعمد على القضايا الحقيقية التي تهم الشعب المغربي. واعتقال محامون الشعب لن يخدم الشعب المغربي والنظام في شيء بل يمكن أن يؤجج الوضع المزري ويدفع بالرياح إلى ما لا تشتهي السفن.......
لأن الاعتقالات المجانية تؤجج النضال وتحرك الجماهير الشعبية إلى طلب ما لا يمكن طلبه في أوقات الهدوء الأمن الاقتصادي والسياسي، وحتى لا تنفلت زمام الأمور إلى ما لا تحمد عقباه فلتتحرك حكومت-نا- بتقديم استقالتها عربونا لاحترام شخصية ملك البلاد وتقديرا لصبر الشعب المغربي ودفاعا على مصلحة الوطن المثخن بالجراح السياسية، الاقتصادية والاجتماعية.
وهذه الوضعية تذكرني بتاجر حمص وهي كالتالي:
يحكي أن تاجرا عبر إلى حمص فسمع مؤذنا يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن أهل حمص يشهدون أن محمدا رسول الله فقال والله لأمضين إلى الإمام وأسأله فجاء إليه فرآه قد أقام الصلاة وهو يصلي على رجل ورجله الأخرى ملوثة بالعذرة فمضى إلى المحتسب ليخبره بهذا الخبر فسأل عنه فقيل إنه في الجامع يبيع الخمر فمضى إليه فوجده جالسا وفي حجره مصحف وبين يديه باطية مملؤة خمرا وهو يحلف للناس بحق المصحف أن الخمرة صرف ليس فيها ماء وقد ازدحمت الناس عليه وهو يبيع فقال والله لأمضين إلى القاضي وأخبره فجاء إلى القاضي فدفع الباب فانفتح فوجد القاضي نائما على بطنه وعلى ظهره غلام يفعل فيه الفاحشة فقال التاجر قلب الله حمص فقال القاضي لم تقول هذا فأخبره بجميع ما رأى فقال يا جاهل أما المؤذن فإن مؤذننا مرض فاستأجرنا يهوديا صيتا يؤذن مكانه فهو يقول ما سمعت وأما الإمام فإنهم لما أقاموا الصلاة خرج مسرعا فتلوثت رجله بالعذرة وضاق الوقت فأخرجها من الصلاة واعتمد على رجله الأخرى ولما فرغ غسلها وأما المحتسب فإن ذلك الجامع ليس له وقف إلا كرم وعنبه ما يؤكل فهو يعصره خمرا ويبيعه ويصرف ثمنه في مصالح الجامع وأما الغلام الذي رأيته فإن أباه مات وخلف مالا كثيرا وهو تحت الحجر وقد كبر وجاء جماعة شهدوا عندي أنه بلغ فأنا أمتحنه فخرج التاجر من البلد وحلف أنه لا يعود إليها أبدا.
ولنا عودة أكيدة إن تحركت الضمائر الميتة في حكومت-نا- الفاشية.
ايت وكريم احماد بن الحسين أولاد تايمة المملكة المغربية.
التعليقات (0)