مواضيع اليوم

صحبة الأخيار الصالحين ومجالسة العلماء العاملين

رهن المحيس

2011-11-15 22:10:36

0

 



تربية الناشئة من الأمور التي اهتمّت بها كلّ الأمم قديماً وحديثاُ، ونالت في ديننا عناية كبيرة وأولاها نبيّنا عليه الصلاة والسلام كثيراً من نصحه وتوجيهه، ولست هنا بصدد رصد وحشد الأدلّة على ذلك؛ إذ يكفيني هنا الإشارة إلى ما رواه سيدنا عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، عن نفسه فيقول كنت - وكان يومها غلاماً يافعاً- خلف رسول الله  فقال: "يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك( إلى آخر الحديث، ويكفيني أيضاً الإشارة إلى حديث أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: كان رسول الله  يغشانا ويخالطنا ، فكان معنا صبي يقال له:أبو عمير، فقال : ( يا أبا عمير ما فعل النغير ؟ ).

ومن النصائح القيّمة والنفيسة التي ينصح بها المربّون: مجالسة الصالحين ومصاحبة الأخيار.وقد قالوا: أول الاستقامة صحبة العلماء بالله عز وجل.
ولعمري هي نصيحة غالية نفيسة لا يعلم نفاستها إلا من ذاق حلاوة صحبتهم ولذة مجالستهم وخدمتهم، فإنك مهما تعلمت من الكتب ومهما حفظت من المسائل؛ فإنّ هناك أشياء كثيرةستبقى غائبة عنك لا يمكن لك أن تتعلمها إلا من خلال صحبة الرجال ومجالسة الأخيار.

ولذا عقد البخاري -رحمه الله- لها في صحيحه باباً سماه: باب استحباب مجالسة الصالحين.
وأيضاً عقد مسلم في صحيحه باباً سماه: باب استحباب مجالسة الصالحين ومجانبة قرناء السوء، وروى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَولهَ: (إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ)

ونقل الآلوسي في تفسيره عن عمرو المكي قوله: (صحبة الصالحين والفقراء الصادقين عيش أهل الجنة يتقلب معهم جليسيهم من الرضا إلى اليقين ومن اليقين إلى الرضا).

ويروى عن لقمان أنه قال لابنه: يا بنى جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيى القلوب بنور الحكمة، كما يحيى الأرض الميتة بوابل السماء.

فإن لم تسنح لك الفرصة لمجالستهم، ولم يسعفك الزمان بمصاحبتهم ومرافقتهم، فقد فاتكشيء كثير، وعندئذ لتكن مذاكرة سيرهم وأحوالهم بديلاً لك عن ذلك. 
فممّا تعلمت من صحبتهم ومذاكرة سيرهم وأحوالهم أنّ شيخًا من الشيوخ .. كان يتعمّد شراء حوائج البيت من أكل وخضرة وغيرها بنفسه؛ مع أنّ محبيه كانوا يتمنّون خدمته في ذلك، ولكنّه كان يغافلهم ويحضرها بنفسه، حتى إنّه كان إذا اشترى صحن حمص يحمله من داخل عباءته حتى لا يراه أحد محبيه فيأخذه ويحمله عنه، وكان يقول في سبب حرصه على ذلك: إنّ من الذنوب مالا يكفرها إلا السعي

 


قال بعض الحكماء : مجالسة العلماء ترغبك في الثواب , ومجالسة الحكماء تقربك من الحمد وتبعدك عن الذم , ومجالسة الكبراء تزهدك فيما عدا فضل الله الباري تعالى.
وعن الشافعي -رحمه الله- : ثلاثة تزيد في العقل: مجالسة العلماء، ومجالسة الصالحين، وترك الكلام فيما لا يعني.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !