سمعت منذ قليل -من الإذاعة المصرية -أن المعتمرين أنفقوا على المسكن والانتقالات ثمانية عشر مليار ريال أى مايزيد على سبعة وعشرين مليار جنيه مصرى وإذاأضفنا إلى ذلك مصاريف أخرى وصلنا إلى خمسين مليارا من الجنيهات المصرية ...ولفت نظرى أنها المرة الأولى التى تعلن الإذاعة عن خبر مثل هذا ويكاد كاتب الخبر أن يقول :هل يعقل أن ينفق شعب يعيش مشكلات اقتصادية حادة ونقص فى الحاجات اليومية والخدمات الضرورية- هل يعقل أن يفكر بهذه الصورة ؟ وهل الفكر الدينى الصحيح يؤيد هذا ؟ ووجدتنى أتمثل الرجل الذى قال للرسول صلى الله عليه وسلم :عندى دينار قال :"أنفقه على نفسك "قال :"عندى آخر قال :"أنفقه على أهلك " قال :عندى آخر قال :"أنت أبصر به" وكأنى به صلى الله عليه وسلم يعلم أمته ترتيب الأوليات ...ووجدتنى -كرة أخرى -أتمثل العالم الربانى /عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى وهو فى الطريق إلى الحج -وليس العمرة -فإذا به يرى امرأة تخرج من بيتها وتبحث فى القمامة فيستوقفه المنظر ويعلم أنها مسكينة تبحث عن طعام لأطفالها فيأمر خادمه بدفع مامعه من نقود -خلا نفقات العودة -إلى المرأة ورجع أدراجه ...ألا نتعلم من هذا الهدى النبوى شيئا أيها السادة ؟ألا يخجل المعتمرون ومن يشجعهم من العلماء على هذا البذخ الباذخ على شعيرة ليست بالفريضة فى حين أن أهليهم ينفقون فى العشوائيات مرضا وجوعا وتشردا ؟ بالله أى الأعمال أقرب إلى الله وأقوم قيلا هذا الذى يحدث أم إطعام الجوعى وكساء العارين وعلاج المرضى وأداء ديون المدينين وإيجاد فرص عمل للشباب العاطلين ومساعدة من يريد الزواج ولا يستطيع ؟عشرات من أبواب الإنفاق الملحة تنادى على المعتمرين :إن كنتم تريدون الله والدار الآخرة فارحمونا يرحمكم الله وأغيثونا أغاثكم الله فإنه من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته وإن نفس المسلم أكرم على الله من الكعبة المشرفة على عظمتها وهذا هدى النبى صلى الله عليه وسلم ...فما بال ألسنة العلماء ملجمة عن الحق ؟وإذا كنا لانتبع هدى محمد صلى الله عليه وسلم فهدى من نتبع ؟
التعليقات (0)