طوال القرن العشرين لم يدون الحكام العرب في سجلاتهم غير الهزائم . انتكاسات متتالية هي كل ماميز العرب في حروبهم وفي سلمهم وفي كل مظهر من مظاهر واقعهم . غير أن الأمور تغيرت هذه السنة ليس أن الحكام انتبهوا إلى حقيقتهم ورجعوا عن غيهم وإنما لكون الشعوب العربية قررت أن تتمرد على الواقع المتعفن . واقع المذلة والاستهتار. وتطلعت إلى العدالة والديمقراطية والحرية والكرامة.
وحين طلبت الشعوب ذلك كان لها ما أرادت .فهاهو الشعب التونسي يخطو بعزم وثبات نحو حياة جديدة لا مجال فيها للقمع أو التهميش. . لأن الكلمة تبقى الشعوب الأبية ...
فهاهوالشعب التونسي يخطو بعزم وثبات نحو حياة جديدة لا مجال;فيها للقمع أوالتهميش;
وهاهو الشعب المصري يتجاوز أولى العقبات في طريق التحرر التام بعد سقوط الطاغية حسني مبارك.
أما الشعب الليبي فحدث عن شعب الكرامة والبسالة والجهاد . وحدث عن الشعب حين يرفض الظلم ولا يستكين حتى إسقاط ملك ملوك الأذغال المعمر في النار مصاص الدماء وعميل الموساد .
لقد أعاد الشعب الليبي مجدا ظنه الناس قد تولى . وأحيا نفوسا طال من حولها الجفاف;حتى إذا فرح العدو وظن أنه حقق أطماع الصهيونية; أشعل هذا الشعب فجر الحرية متجاوزا جرائم القذافي ومرتزقته وأصنامه; ليعلن عن تحرير ليبيا كلها رغم أنف أمريكا وأنف الغرب الحاقد .
ثورة الشعب الليبي رسالة واضحة الحروف إلى دهاقنة الاستعمار . تقول الرسالة إن ثورة الشعوب العربية; إعلان عن انتهاء عهد التبعية للأمبريالية العالمية . فها قد بدأت الأوثان تنهار..;بدأت الدمى تتساقط الواحد ة بعد الأخرى . هذه الدمى ليست غير رؤساء صنعهم الغرب لقهر الشعوب العربية . وجعلها امتدادا للحقبة الاستعمارية المقيتة . فشكرا للشعب الليبي أنه أعاد العزة للعرب .
ولله العزة جميعا.
التعليقات (0)