علي جبار عطية
الأربعاء 07-08-2013
أثار الاسى لدي طفل في العاشرة من العمر يدفع عربة حديدية صغيرة قرب السوق الشعبي في مدينة الحرية ببغداد استأجرته لنقل حصة تموينية وعرفت منه انه يسكن وعائلته شمال بغداد في المنطقة الصناعية (جكوك) ويدفعون ايجارا شهريا قدره مئتا الف دينار ومع رضاهم بهذا السكن الا ان مشروعا جديدا قظ مضاجعهم يقوم على اعطائهم ارضاً باطراف بغداد ومبلغا قدره خمسة ملايين دينار لاغراض البناء ! .
وبرغم صغر سنه الا انه يتساءل بوعي : هل تكفي الخمسة ملايين دينار لبناء غرفة صغيرة؟
هذا جزء من المعاناة اما الشطر الاخر فيتعلق بمهنته : يقول اشتريت هذه العربة بخمسة عشر الاف دينار ولم ادفع ديناراً واحداً لحد الان فقد تساهل معي البائع في البيع الاجل لكني اتعرض لبعض المواقف المحرجة والتي فيها استغلال ومن ذلك استأجرتني قبلك امرأة في السوق واتفقت معها على ان تدفع لي ثلاثة الاف دينار وخمسة مئة دينار وكانت مشترياتها كثيرة تفوق طاقة عربتي وبعد ان اوصلتها الى بيتها وهو يبعد مسافة الفي متر عن السوق القت عليّ الفاً وخمس مئة دينار فلما عاتبتها قالت : اذا لم يعجبك هاتها!
قلت له: هذه امرأة حقيرة والحقارة يمكن ان تظهر بتصرف صغير وليس بالضرورة ان تحدث حادثة كبيرة لتكتشف حقارة او نذالة من يتعامل معك خاصة في شهر كريم مثل شهر رمضان وكان المتوقع بل المنتظر أن تعطي هذه التي تسمى امرأة شيئا من الفاكهة لهذا الطفل لا أن تغصبه حقه جهارا نهارا !
قلت له الا تذكر في المنج الدراسي رواية عن امرأة دخلت النار بسبب قطة حبستها في غرفة فلا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من رزق الله فأي حقارة اكثر من حقارة تلك المرأة واي لؤم تحمل وكذلك المرأة التي استأجرتك فهي قد اشترت حاجات وسلعا ومواد غذائية بالاف الدنانير لكنها استكثرت عليك اجرة الدفع بل وهددتك بأخذ جزء من الاجرة ناسية او متناسية ان باقي اجرتك سيكون عليها ناراً جزاء وفاقاً.
وأن في هذه الحادثة خير سونار لكشف أمثال هؤلاء المحسوبات على النساء ومن الواضح أن هذه احداهن !
حقاً انها مشكلة ان يلاقي المرء تصرفا كتصرف هذه المرأة يفزعه ويريه شيئا من الظلم الاجتماعي فهنا حكاية بسيطة لا دخل للدولة ولا للحكومة ولا للاحزاب ولا لفلول النظام السابق ولا للميليشيات بها انها صفاقة واختلال في القيم واشارة واضحة الى مستوى من الطغيان يثبت صحة الحكمة الشعرية التي تقول (واعظم النار من مستصغر الشرر)!
التعليقات (0)