سوريا - فلسطين لمرحلة جديدة
ثمة حدود للصبر وأمر لابد من ذكره بضرورة معرفة الغاية العدائية من التصعيد الأمريكي تجاه سوريا, فالمطلوب هو رأس الجيش العربي السوري, وهذا لا يعني أبداً أن محفظة الأهداف الأمريكية ستنتهي هنا, وعند التدقيق عميقاً في الموقف الأمريكي يتبين الأمر جدي وعازم على توجيه ضربة عسكرية لسوريا, رغم قوة الموقف الروسي الاستراتيجي الحازم والماضي في الأمر بعزيمة ثابتة أيضًا, والمصمم على الانتصار المتمثل في بقاء النظام في دمشق.
وعلى هذه التطورات في خطورتها يترتب عليها الموقف الفلسطيني في حديث الرئيس محمود عباس" طيب الشكل فارغ المضمون فلسطينيًا في كلمته خلال الجلسة الاعتيادية للمجلس الثوري لحركة فتح" في مقر الرئاسة بمدينة رام الله ضمن الدورة الثانية عشر للثوري بعنوان "دورة القادة الشهداء ", حيث تناول بالبحث في ردود الفعل الدولي والإقليمي حول الأوضاع السائدة والمفاوضات وبكل القضايا المحيطة بالمنطقة، وعن الوضع الداخلي الفلسطيني الذي يعاني من الانقسام, فضلاً عن الواقع الفتحاوي المتشرذم أمام المتغيرات التي تدعو "فتح" للعمل على إنجاز سلسلة معالجات سريعة لقضاياها المتنوعة, مع الدعوة للتحضير لعقد المؤتمر العام السابع للحركة رسميًا قبل نهاية العام 2013م.
ولا سيما إن الوضع العربي يمر في فترة حرجة يومًا بعد يوم من ما يجري في مصر ولبنان وسوريا التي تتعرض الى التهديد بالقصف الصاروخي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية, بحيث يمكن القول إن الشعب الفلسطيني عبر عن موقفه بشجاعة وأكثر وضوحًا مع الموقف الرسمي معاً ضد توجيه أي ضربة إلى سوريا، وضد التدخل في شؤون الدول العربية, ويحترم إرادة الشعوب في اختيار المستقبل المناسب لها.
ولذلك إذا قررت الولايات المتحدة الأمريكية بالهجوم على سوريا, عليها أن تعلم من يدفع الأوضاع للحرب, يدفع نحو مزيد من التدهور بما سيخلق هذا عددًا كبيرًا من المشاكل العويصة الإضافية للمنطقة، فمن الواجب عندها أن يكون الدفاع عن دمشق من كل مواطن عربي، بمعنى آخر يجب معرفة أن الوطن العربي مُشرف على السقوط والانهيار مع مستقبل الدويلات الصغيرة, بحيث نرى في التهديدات الأمريكية لدمشق بأنها تُشكل خطر حقيقي على دول المنطقة العربية, وهي استكمالاً لمشروع أمريكي صهيوني سيطول مصر والسعودية في المستقبل والأردن ربما سيكون الوطن الشريك وفقًا لاتفاق مرحلي قد يكون قريبًا مع دولة الكيان الصهيوني "إسرائيل".
ملاحظة: الموقف الروسي والصيني بشأن سوريا على المحك, فهل سنشاهد موقفًا يمنع القرار الأمريكي من التنفيذ..؟؟
بقلم الكاتب أ. منار مهدي
التعليقات (0)