مواضيع اليوم

سميح القاسم اكله الاسد

غازي ابو كشك

2009-03-04 15:09:05

0

سميح القاسم.. أكله الأسد

"لا أستطيع أن أضع حدوداً بين ما هو شخصي وما هو وطني"
 حوار بين اثنين من الحشاشين.
الأول يسأل: أين كنت؟
الثاني: في جنوب أفريقيا،
الأول: أين بالضبط؟
الثاني: في الغابة كنت أصارع الأسود فأكلني الأسد.
الأول: كيف أكلك وأنت لا زلت على قيد الحياة.
الثاني: وهي دي عيشة يا ابني؟
بتلك النكتة، وجد الشاعر الفلسطيني سميح القاسم طريقه للحديث عن الواقع الذي يشعر فيه، قائلاً: "أنا أيضاً أكلني الأسد أسد البؤس العربي والتمزق والهوان الذي نعيشه، وبالفعل نقول: هي دي عيشة".
يؤمن القاسم المولود عام ١٩٣٩ بأن الأمة العربية تستحق وضعاً أرقى وأجمل مما هو عليه الحاضر، ويرى أن كل من يتأمل الحالة العربية الراهنة منذ أواسط القرن الماضي لا يرى سوى النكبات والنكسات ولا يستطيع إلا أن يتنقل  بين هاوية وأخرى.
القاسم ليس بصحة جيدة منذ ٥٠ عاماً، وتزامن هذا التاريخ مع انطلاقة حياته الشعرية والجسدية فهو يعتبر أن جسده الحقيقي أمته ووطنه وما داما في حالة اعتلال فهو أيضاً كذلك: "لا أستطيع أن أضع حدوداً بين ما هو شخصي وما هو وطني، وبين ما هو ذاتي وما هو قومي، بين ما هو خاص وبين ما هو إنسان كوني في إطار هذه الدوامة".
عانى القاسم طويلاً في المعتقلات الإسرائيلية، وكذلك فترة السجن التي تعرض لها في ظل الاستعمار البريطاني، موضحاً أن سجنه كان يتم على خلفية المواقف التي  يتبناها والتي كانت رافضة للاحتلال والاستعمار بكل تفاصيله.
أم محمد زوجته هي المرأة الوحيدة في حياته، أنجب منها أربعة أبناء، "محمد البكر" وهو اسم مركب، ثم وضّاح وعمر وياسر الذي يدرس في عيادة الطب الصيني في مدينة حيفا. ويشعرالقاسم بأن أولاده محظوظون: "لأنهم لم يتورطوا في الشعر ولم ينتهجوا هذا الطريق".
يفتخر شاعر المقاومة الفلسطينية كما يطلق عليه النقاد وكتاب التاريخ الشعري والثقافي، بأحد أجداده، محمد الحسين، ويقول: "كان من فرسان صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين وأوراق العائلة قادرة على إثبات ذلك"، ويؤكد أن جده القادم من شبه الجزيرة العربية استقر بعد دحر الفرنجة على سفح جبل حيدر في مدينة حيفا وهو ثاني أكبر جبل في فلسطين، حيث يعيش القاسم هناك حتى الآن، ولا زال متمسكاً بالمكان، متحدياً
أية جهة في العالم أن تحاول زحزحته من ذلك الجبل الذي يكن له عشقاً كبيراً، فهناك يعيش بالقرب من جده ويُعرف المكان الذي استقر فيه بـ"خلة خير".
تقدمـوا..
بناقلات جندكـم
وراجمات حقدكـم
وهـددوا.. وشـردوا
ويتمـوا.. وهـدمـوا
لـن تكسـروا أعناقنـا
لن تهزموا أشـواقنـا
نحـن القضـاء المبـرم
اختار سميح القاسم أن يبقى في وطنه كالصبار عنيداً، يرمي في طريق الصهاينة أشواكه "قصائده" ولا يتوقف عن الأمل بغد ووطن أفضل
غازي ابوكشك صحيفة العالم



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !