ســــارق الــكــــلـــمـــــات ..!!

ليس بجديد كل ما أسطره ويسطره غيري ..
هنا أوهناك ..
وليس لنا القدرة أن نوجد أحرفاُ جديدة ..
أوكلمات خارقة ليست في القاموس ..

الجديد الذي نستطيع أن نقدمه ، هو ترتيب الكلمات ..
وتنظيم السطور ..
وتشكيل الحروف ..

الجديد الذي أستطيع أن أقدمه - إن أستطعت – هو توظيف هذه الكلمات ..
كل كلمة في محلها ، نصبها وجرها ، ورفعها وكسرها ..

ليس عيباً أن أستقي ظمأي من عالم مات .. وذبلت عروق قلبه ..
وليس حرجاً أن أبلل أناملي من تعتة طفل لم ينطق ..
وليس جرحاً أن أطرز كلمتي بإحساس أنثى رحلت ..
وليس هماً إن أجتهدت وكتبت ورتبت جملة ، لم يقرأها أحد ..

لست مجرد تائهه بين عشرات الأحرف ..
ومئات الكلمات التي – حتى الآن لم أستطع نطقها - .

أحياناً غباء ما كتبت .. وأعلم أنه غباء .. ولكنني كتبت ..
وأحياناً فسق ما كتبت .. وأستغفر الله .. ولكنني كتبت ..
وأحياناً ظلم ما كتبت .. فأتوب لخالقي .. وأرفع ما ظلمت ..

الحب وحده يجعلني هكذا ..
كاتب .. وناقد .. ومتلقي .. وناقل .. وقد أكون سارق لما كتبت ..!!

ولكنه الحب .. الحب ..
وحب من ..؟!
إنه حب لما كتبت .. وطمع في نفسي أن أشربه ..
وأحقن به عقلي .. وأروي به عواطفي .. وأدلل به في برهاني ..
وقد أشبع به رغباتي ..!! خيراً كانت أم غير ذلك ..!!

أسأل نفسي لماذا أكتب ؟! ولمن ؟!
فلا أجد الإجابة ..!!
فأكرر السؤال .. ..
فأسأل سؤال آخــر .. لماذا كتب السابقون ..؟!
فلا أجد سوى .. أنهم كتبوا لنا ..
كتبوا لنأخذ ما كتبوا ..
كتبوا .. للآخرين ..
لي .. ولك .. لها.. لهم .. لهن .. و للتاريخ ..

أحاول أن أكتب .. وسوف أحاول ..
وليس نجاحاً إن قرأ الأخرين ..
وليس فشلاً إن لم يقرأوا ..

أنا .. أكرر .. " أنا "
لست لي .. ولست للتاريخ ..
أنا هنا .. وليس لي وجود ..
وليس لي حدود .. سوى في حدود التعب ..!!
التعب.. فيما كتبت :  أنني أكتب .. وسوف يمحى ..
ولن يقرأه أحد .. سوى من كتبه ..!!

المهم أنني أعرف .. كما الآخرين الكثر .. صحة ما كتبت ..
وكل ما كتبت ..
وليس قلقاً.. أن ذاكرتي لا تحفظ مصادر تلك الحروف ..!!
ليست همومي  .. أن " ثيابي مبلله .. وداخلي ناقم على الجرح .. وما سألت أحد دثاره " ..!!!!!

ويبقى سؤالي هنا : من هو الناقم ..؟!!