زيارة المفتى للقدس أحدثت ردود فعل مختلفة بين مؤيد ومعارض وتجاوزت أحيانا حدود وجهات
النظر إلى تبادل الاتهامات والاشتباك بالألسن وتلك ظاهرة مؤسفة تفشت بيننا هذه الأيام .
وبين ركام الكلام تبدت آراء عاقلة تقول :إذا كانت الزيارة مختومة بصك الاحتلال وتحت حمايته فهى
خطأ لأنها بمثابة الرضا بالاحتلال والتطبيع مع المحتلين وإذا كانت تحت إشراف الأردن وأختامه فهى
دعم للقدس وأهلها ...وهذا أكثر الآراء المطروحة اعتدالا . على أن العبد لله يرى رأيا آخر .....
وقبل الرأى أذكر بموقف العرب من مصر عندما دنس السفير الصهيونى بأنفاسه جو القاهرة أول مرة فقد قاطعوا مصر لأنهم رأوا أن مجاورة سفاراتهم للسفارة الصهيونية اعترافا بالعدو ولكن الأيام مرت واكتشف العرب أنهم بمقاطعة مصر إنما يخلون الساحة للعدو فعادوا وعاشوا ولم يلبث العدو الصهيونى أن اختنق بالبغض الشعبى رغم وجوده على أرضنا وصار وجوده محنطا غير فاعل ...فهل يمكن أن نطبق ماحدث هنا على الوضع فى القدس ؟
العدو يسارع فى اعداد القدس للالتهام وهو قاب قوسين أو أدنى فما الذى يوقف تلك المأساة ؟
أليس من الأجدى والأوفق أن يزاحم الوجود العربى والإسلامى الوجود الصهيونى ؟
ألا يشكل زحف الجماهير العربية المسلمة حطرا كاسحا على الاحتلال ؟
تخيلوا لو شد عشرون ألف حاج مسلم الرحال إلى مكة عبر القدس هؤلاء الألوف ستجرى فى النهر مياها جديدة ...هنا العرب .هنا العرب ..هنا المسلمون..هنا أصحاب الأرض ولننظر ماذا سيفعل الصهاينة ؟ إذا منعوا الحجاج وقعوا فى محظور العنصرية وأحرجوا أصدقاءهم فى العالم وإذا سمحوا بهذا الزخم العربى الإسلامى فهذا هو المطلوب .
هذا من الجانب السياسى أما من الجانب الاقتصادى فسيكون أثر هائل على الاقتصاد الفلسطينى
ستقام فنادق ومطاعم وخدمات ومواصلات تصب فى الجيب الفلسطينى وسترفع عن كاهلهم تحكم
الاحتلال فى أرزاقهم .
ومن هنا أرى أن زيارة المفتى صواب مهما كانت خلفيتها وأرى أن رفض الأزهر لهذه الزيارة موقف سياسى قصير النظر وأتمنى أن يتنادى العرب والمسلمون دعما لصمود القدس وأهلها وإثباتا للحق العربى وإزهاقا لأنفاس الاحتلال .
التعليقات (0)