قد يحدث لنا مكروه فنحزن وكلما تذكرنا خسارتنا زادت حسرتنا ولو قال لنا أحد : لاتحزنوا لعله خير لاستقبلنا كلامه بشىء من الاستنكار أو السكوت على أحسن الأحوال .
ولكن التجارب تقول فعلا :(رب ضارة نافعة ) فقد كان بعض الأصدقاء يزوروننا فى (بنغازى ) وأرادوا العودة إلى (طرابلس) ولكنهم تخلفوا عن موعد الطائرة فرجعوا وأجلوا
سفرهم إلى الغد .وأسفوا كثيرا على مصالح مهمة ضاعت نتيجة لما حدث ولم تمر دقائق حتى سمعنا من الإذاعة عن حادثة تصادم طائرتين ووفاة جميع الركاب . فتحول الأسف
إلى فرحة عارمة وشكر لله . ورب ضارة نافعة .
وقد حكى لى الأستاذ / إبراهيم -والعهدة عليه - قال
شعرت بألم شديد فى صدرى وقال لى الطبيب :عندك جلطة فى القلب لابد من الذهاب فورا إلى المستشفى . وفى الطريق استوقف السيارة بعض الشباب وطلبوا العودة لانشغال
الطريق بحفل زفاف وعبثا حاول أخى أن يفهمهم أنى مريض ولابد من الذهاب إلى المستشفى وهم يصرون على العودة والذهاب من الطريق الآخر ونشبت معركة وتطوع
بعضهم فوجه لكمة قاسية إلى صدرى ولم أشعر إلا وأنا ممد على سرير فى المستشفى والطبيب يفحصنى وسألنى فى تعجب : ما الذى حدث ؟ حكيت له القصة كلها فقال :
هل تصدق أنه كانت فى قلبك جلطة فعلا وأن تلك اللكمة هى التى أزالتها ؟ ورب ضارة نافعة .
لاشك أن عند كل منا مواقف من هذا القبيل وكلها تقول لنا :إن وراء مايحدث فى حياتنا أشياء قد لانفهمها ولا نرغب فيها ويكون فيها كل النفع لنا ونحن لاندرى ....
ألا يستوقف ذلك العقول لتفكر ولتقول لسنا وحدنا فى هذا العالم وإنما معنا من يرعانا ويدبر أمورنا ؟ ونقول : رب ضارة نافعة ؟.
التعليقات (0)