التوافق الروسي الإيراني في مجمل قضايا الشرق الأوسط خاصة تطابق وجهات نظر موسكو وطهران في اليمن وسوريا والعراق تثير الكثير من علامات الاستفهام حول أسباب و دواعي هذا التطابق في سياسة البلدين. فرغم أنّ البلدين لا تربطهما تلك الأواصر التي عادة ما تبني طهران سياساتها الإستراتيجية مع بقية دول العالم إلا أنّ علاقات الإيرانيين بروسيا أصبحت تثير الريبة لدى الكثير في الدول العربية بسبب الأهداف المتبعة من قبل البلدين.
تحوّلت النظرة الروسية الى إيران بعد الأزمة الأوكرانية فاحتلت طهران مكاناً مرموقاً في التوجهات الروسية لأسباب عدة منها التنكيل بالغرب بسبب مواقفهم الداعمة لأوكرانيا وكذلك خشية الروس من التوصل الى اتفاق نووي نهائي بين إيران والغرب بما يفضي الى فتح الأسواق الإيرانية الى البضاعة الغربية فتكون موسكو الخاسر الأكبر في هذه الصفقة. من هذا المنطلق تبدو مواقف البلدين قريبة و المصالحة الثنائية شائكة الى حد كبير.
نتيجة الى ذلك فإنّ الربيع العربي الذي عصف بأصدقاء روسيا في المنطقة والذين هم أساساً حلفاء طهران التقليديين في العالم العربي شكّل نقطة مهمة من بناء التحالف الإيراني الروسي الذي يخطط لأهداف و استراتيجيات متطابقة. يعي الدب الروسي أنّ بناء استراتيجية متينة بين موسكو وطهران قد تشكل نقطة تماس مهمة في بناء التوازن الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط في مواجهة الدول المتحالفة مع الغرب.بناءً على ما تقدم و إذا ما وضعنا النقاط على الحروف فإنّ طهران تنظر بعيون روسية و روسيا تنظر بعيون إيرانية بسبب المصالح المشتركة والسياسة المتطابقة التي يتبنّاها كلا البلدين خاصة في قضايا العالم العربي والتي تشكل حلقة مهمة في بناء التوازن الروسي الغربي.
التعليقات (0)