مواضيع اليوم

روسيا تجدف عكس التيار

حسن الطوالبة

2012-02-24 20:53:49

0

 للمرة الثانية خلال اربعة اشهر تستخدم كل من روسيا والصين حق النقض ( الفيتو ) في مجلس الامن الدولي , ضد مشروع قرارين طرحا على مجلس الامن , بشأن الوضع في سوريا . والقرار الاخير الذي ناقشه مجلس الامن يوم الخميس الماضي , لم يتضمن مطالبة بشار الاسد بالتنحي عن السلطة , ومنح صلاحياته الى نائبه , كما انه لم يتضمن تدخلا خارجيا في الشأن السوري . في حين ان المشروع الذي تقدمت به جامعة الدول العربية يتضمن تخلي الاسد عن صلاحياته الى نائبه , في محاولة منها لوقف نزيف الدم الجاري في المدن السورية .

لماذا استخدمت روسيا والصين حق الفيتو لمرتين متتاليتين في مجلس الامن , ضد التوجهات الغربية ؟ . البعض يرى ان لروسيا مصالح استراتيجية في سوريا , منها موقع سوريا الاستراتيجي في المنطقة , ولها امتداد على البحر المتوسط , ومنه الى البحر الاحمر , كما ان لها قاعدة بحرية في ميناء طرطوس على المتوسط ,اضف الى ذلك ان النظام في سوريا متحالف مع ايران , ولروسيا مصالح اقتصادية في ايران , منها اسهام روسيا في ا لبرنامج النووي الايراني .

ان هذه المصالح مهمة بالنسبة لروسيا , ولكن الاهم ان روسيا تحالفت مع الصين من خلال منظمة شنغهاي , وتعاونت معها في المجال العسكري وخاصة في بحوث الفضاء , والقوة البحرية بخاصة .كما ان روسيا تعد وريثة الاتحاد السوفيتي السابق في قوته العسكرية , وخاصة النووية منها .وفي عهد بوتن سعت روسيا الى استعادة الاصدقاء في العالم , في امريكا الجنوبية وفي الوطن العربي .وتسعى روسيا الى استعادة دورها العالمي , واقتسام الهيمنة على العالم مع الولايات المتحدة والغرب بعامة . اي السعي الى انشاء نظام عالمي متعدد الاقطاب , يحل محل الهيمنة الامريكية خلال العقدين الماضيين , كما ان روسيا تريد الانتقام من الغرب الذي مرر قرار 1973 ضد النظام الليبي , ومنح حلف الناتو فرصة العدوان على ليبيا , وتدمير البنى التحتية فيها . .

الموقف الروسي قد يمنحها بعض الامتيازات المادية , ولكنه يضعها في صف واحد مع الدول الغربية الاستعمارية , التي لا تعير بالا للشعوب وامانيها وطموحاتها في التحرر والاستقلال والسيادة .

لقد وجدت الدول الغربية ان استخدام روسيا والصين حق النقض في مجلس الامن الدولي للمرة الثانية لمنع صدور قرار يدين حملة القمع السورية، يعطي الرئيس السوري بشار الاسد غطاء لقتل اعداد متزايدة من المناهضين لنظامه .

.وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس عقب تصويت روسيا والصين بالفيتو للمرة الثانية خلال اربعة اشهر ان "ايديكم ستكون ملطخة باية دماء اخرى تسفك".

واكد كل من سفراء بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها من الدول على ان مشروع القرار لم يتضمن اية دعوات للاسد بالتنحي او اي فرض لحظر على بيع الاسلحة لسوريا، كما انه اكد على عدم الموافقة على اي "تدخل عسكري" في سوريا.

وقال فيليب بولوبيون المختص بشؤون الامم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش ان "الحكومة الروسية لم تكتف بتسليح حكومة تقتل شعبها، بل انها تقدم لتلك الحكومة غطاء دبلوماسيا".

وذكر اندرو تابلر من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى الذي قابل الاسد اثناء عمله محررا لمجلة تصدر بالانكليزية في سوريا انه "بعد ان تنازلت الدول الغربية، زادت مطالب الروس في الوقت الذي واصل فيه النظام السوري عمليات القتل، وقدمت للنظام (السوري) غطاء لتنفيذ الحل الامني".

وذكر المحلل لوكالة فرانس برس ان روسيا "تحاول كسب الوقت. وهذا نصر لسياستهم في دعم الرئيس الاسد".

الا ان ذلك قد لا يكون انتصارا لصورة روسيا خاصة وان 13 دولة صوتت لصالح القرار هذه المرة مقارنة مع عشر دول فقط صوتت لصالح قرار سابق بشان سوريا طرح في مجلس الامن في تشرين الاول/اكتوبر واعترضت عليه الصين وروسيا.

تستطيع مواصلة الضغط على الاسد بوجود دعم دولي واسع".

ورفض تشوركين تلك الانتقادات وقال "امل في ان يفهمنا المجتمع الدولي، وان يفهمنا الشعب السوري".

ويقول العديد من الدبلوماسيين ان روسيا اصبحت اكثر عداء في مجلس الامن خلال الاشهر الاخيرة. وهم غير متاكدين من ما اذا كان هذا التصويت محصورا في هذه الحالة فقط أم انه مؤشر على العودة الوشيكة لبوتين لرئاسة روسيا.

الموقف الروسي يكسبها بعض المصالح المادية , ولكنه حط من سمعتها على صعيد حقوق الانسان , ومناصرة الشعوب ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !