طبقا لتقديرات مجله "فوربس" العالميه للمال والاعمال والمتخصصه في رصد الاثرياء علي مستوي العالم نجد أن روسيا تكاد تحتل الصادره من حيث الكم العددي للمليونيرات والمليارديرات علي مستوي العالم بل وفي زياده مطرده بالرغم من أنه ابان الاتحاد السوفييتي السابق لم يكن في الاتحاد السوفييتي السابق ولا مليونير واحد طبقا لمبادئ الاشتراكيه التي كانت تمنع الملكيه الخاصه والتي كانت مطبقه أنذاك علي كل شعوب الاتحاد السوفييتي …
فالملكيه هي ملكيه عامه للدوله وليست للافراد كل شيئ حكومي المصانع والشركات والاستثمارات وكل شيئ ولم يكن أحد يمتلك شيئ ومنذ انهيار الاتحاد السوفييتي وحتي اليوم فتره ليست بالطويله فهي سنوات قليله حتي يظهر هذا الكم من الاثرياء ثراءا فاحشا فكيف ومن أين لهم هذا كما نقول بالعربي ؟
كما قلنا سابقا المصانع والشركات والاستثمارات والاراضي وكل شيئ كان ملكيه عامه تديرها الحكومه المركزيه والحزب الشيوعي وكانوا هم أي قاده الحزب الشيوعي يرفلون في نعيم ثروات الاتحاد السوفييتي لان "طباخ السم بيذوقه" كما نقول في المثل العربي وباقي الشعب يرفل في مبادئ الاشتراكيه …
وعندما حدث الانهيار للاتحاد السوفييتي سلب رجال الحكم ورجال الحزب الشيوعي كل شيئ ومن لم يجد شيئ تحت يده باعوا له أي شيئ بالبخس "ترضيه" وكانت أعظم فرصه سانحه لذلك هي فتره رئاسه بوريس ييلتسن لروسيا الذي لم يكن يفيق من السكر أبدا سوي لتوقيع أوراق البيع "الخصخصه" سواء بأسماءهم الصريحه أو بأسماء أولادهم أوأقربائهم …
وهكذا تحول قاده وحماه الاشتراكيه العالميه ومبادئها بين يوم وليله الي كبار ملاك الرأسماليه ومستثمريها ولأنهم كانوا أدري الناس بكيفيه اداره الامور داخل الشركات والمصانع والاستثمارات الحكوميه "سابقا" بالرشاوي والمحسوبيه وسرقه المال العام وأيضا اهدار المال العام وسوء ادارته فقد تمكنوا من توفير كل ذلك وضخه استثمار اضافي داخل تلك الشركات والمصانع والاستثمارات التي اصبحت ملكا خالصا لهم من دون باقي الروس لتنموا سرطانيا لتصبح في سنوات قلائل عملاقه ويعوموا هم علي ثروات طفيليه فيصابوا بترف البزخ الذي يعلن عنهم بجلاء ووضوح …
ولكن بالرغم من كل ذلك يبقوا علي القواعد المهمه في التعامل التي كانت سائده ابان الاتحاد السوفييتي السابق وهي الرشوه والمحسوبيه وسرقه المال العام لتظل هي الحاكم الفعلي للسوق الروسي اليوم وقانونه الاوحد حتي في الوظائف الحكوميه ذات المستويات العليا فان كنت مليارديرا تستطيع أن تعين زوجتك أو صديقتك مديره لأي شيئ حكومي بنفوذك لدي الدوائر الحكوميه المختلفه وبمرتب يسيل له اللعاب …
ومن أكثر الاشياء دلاله علي ذلك هو حجم السياحه الروسيه للخارج والتي تقدر بالملايين من الروس الذين يسافرون للسياحه بالخارج سنويا ولو أجريت بحثا ميدانيا لنوعيات الوظائف التي يشغلها هؤلاء السواح وحجم مرتباتهم "الرسميه" تجد أن الغالبيه العظمي من السواح الروس من طبقه الموظفين العموميين ومرتباتهم الرسميه لا تكاد تكفيهم خبزا فقط بعد اقتطاع أجور السكن وفواتير الكهرباء والغاز وخلافه وبالرغم من ذلك يذهبون للاصطياف بالخارج علي الاقل مره سنويا ان لم يكن أكثر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وهكذا أصبحت اليوم روسيا قبله للماركات العالميه بل وتقام في روسيا اليوم معارض مخصصه فقط للمليونيرات الروس لعرض كل شيئ فاحش الثمن فالمليونير الروسي يحب أن يستعرض ويتميز عن غيره مهما تكلف الامر فالذي يأتي بالساهل في روسيا ينفق أيضا بالساهل في روسيا ...
مجدي المصري
التعليقات (0)