ركن للعزوف
رابح التيجاني
حفر الزمان طريقه السيار
عبر ملامحي ،
وغزا بجنده بسمتي
وجوانحي ،
أبدا يفتتني بسلطته الخؤون
وخطوه الأعمى
وبالرقص الرتيب الرهيب
على رماد جوارحي ،
أدنو من القيامة والموت
يوما بعد يوم
بين هم تارة غاد
وأخرى رائح ،
أدنو من الأوهام ظمآنا
فيسقيني السراب الكأس
تلو الكأس
يسكرني بمر علقم
وبمالح ،
بثمالة البشرى الكذوب
وندب طير نائح ،
أواه يامولاي من شيخوخة
في عز أيام الصبا
قبل الأوان الفاضح،
القبر يرقبني
ويرتقب احتضان توهجي
ومطامحي ،
وأنا المسافر كل حين
في ركاب جنازتي
في غور ليل كالح ،
مسافر بجنازتي
ورصيد عمر رائح ،
بالخسر
والعدم المضاعف
بالمواجع طافح ،
مضت السنون
وما تبقى غير ركن للعزوف
وللعزاء الجارح ،
فيا أحبائي وداعا
يا أحبائي وداعا
لامناص من الرحيل
ولا خلود لسائح .
التعليقات (0)