Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
قال تعالى في محكم كتابه العزيز { وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } الأعراف 176 ...
في هذه الآية الكريمة نجد ان الله سبحانه وتعالى قد شبه الانسان العاصي والمنحرف والمكذب بأياته سبحانه شبهه بالكلب اللاهث, وهذا التشبيه يحمل في طياته معنيين حسب الظاهر, المعنى الاول ان الانسان بسبب حبه للدنيا وتمسكه بها وسعيه خلف مغرياتها من جاه ومنصب وسلطة ومال وهذه كلها تجعله معاندا ومتمسكا بدار الفناء, فهو بهذا المقام كالكلب من الناحية الغريزية فهو كسائر الحيوانات, الغريزة الحيوانية وحب البقاء والشهوات وغيرها من الامور الدنيوية مسيطرة عليه, والمعنى الاخر ان الانسان الذي شبه بالكلب اللاهث بسبب ذلك الجري والسعي الحثيث خلف الحياة وشهواتها وزخرفها وزينتها, فهو يلهث في أي وقت كالكلب الذي يلهث في أي وقت.
بمعنى اخر ان التشبيه له صورة معنوية وليس فيسيولوجية, لان الاختلاف الفيسيولجي واضح وجلي في كلا المخلوقين, هذا جانب أما الجانب الاخر فأنه يأتي في مقام توضيح الاعجاز القرآني الذي صرح بالاختلاف الفسيولوجي منذ أكثر من 1400 عام مضت, حيث وصف القرآن الكريم الكلب على انه لاهث والسبب في طبيعته التكوينية,إذ يملك الكلب غدد ترطيبية وليست عرقية ( هي التي تعطيه رائحته الخاصة ) تسمى apocrine sweat gland بالتالي ليس لديه عرق للتبريد لذا تجده يلهث على الدوام ( اللهث : تسارع النفس ) سواءا بذل مجهودا أم لم يبذل, على عكس الانسان الذي يملك تلك الغدد التي تبرد جسمه ( الغدد العرقية ).
وقد أثبت السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية العاشرة التي القاها يوم الخميس 25 جمادى الأولى 1435هـ - 27 آذار 2014, ان هناك خليط متجانس من العلوم الحديثة في علم الفسلجة لدى الإنسان المتمرد على الإنسانية والفطرة الذي يشابه ما ضرب به القرآن الكريم من مثل عن الكلب، وأكد سماحته معجزة نبوية وقرآنية حيث الخلط القريب المتجانس بين عدة علوم - أخلاق، اجتماع، نفس، طب وتشريح - وعلى يد النبي الأمي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن أرض الجزيرة موطن المجتمع الجاهلي القبلي المتخلف قبل أكثر من 1400 عام أشار القرآن الى أن من تمرّد على فطرة الإيمان والإنسانية وصار من الغاوين المنقادين للعاطفة والشهوة الحيوانية والقوى الغضبية البهيمية الوحشية فإنه لا يرتوي ولا يشبع لأنه سينتقل من هوى الى نفس أمّارة الى دنيا مزخرفة خادعة الى وسوسة وتسلط الشيطان فأنه بالتأكيد لا يهدأ أبدا ولا يسكُن أبدا بل يبقى لاهثا ظمآنا جائعا متكالبا حتى يقبر فيُملئ فمه وجوفه ترابا وتكون عاقبته خزيا ونارا سعيرا، وهذا اللهث والتكالب الذي لا يسكُن ولا يهدأ مَثله كمثل كلب الذي يلهث على كل حال في حال الخوف أو الفرح أو الحرارة أو التعب أو المرض أو العطش أو أي عارض يتعرض له.
الكاتب :: احمد الملا
التعليقات (0)