مواضيع اليوم

رسـالـة ا لـمـــســــجــد و دوره فـي نـهـضــة ا لـمــجــتــمــع ...

أشرف هميسة

2013-06-11 20:38:28

1

 لا شك اننا معنيون بإصلاح أمر المجتمع و تطبيث منهج الدين العاملة ولا يخفى على عاقل ما للمسجد من دور في حياة المؤمن  و المجتمع فهو المدرسة الأولى التي تخرَّج فيها الصحابة رضي الله عنهم فكان لهم كبير الأثر في جميع المجالات العلمية و الدعوية و القضائية و الأدبية و غيرها ذلك أن المسجد أدى دوره و قام برسالته التي جاء من أجلها فلم يكن في عهود الإسلام الأولى دار صلاة فحسب بل كان مع ذلك دار اجتماع لكل المسلمين و مركزاً لإرسال السرايا و الجيوش و منه ينطلق الدعاة إلى الله يجوبون الأرض يعلِّمون الناس الخير و بعد ثورة 25 يناير المباركه التي للاسف لم يُحسن المسلمين إغتنامها في تقوية عُـرى الايمان كان واجبا التذكير بدور المسجد و إحياء هذه الرسالة التي كادت أن تموت ولا سيما أننا في وقت تمر فيه الأمة بأضعف مراحلها التاريخية و يحارب فيه المسلم بوسائل مختلفة و أساليب متعددة و هذه بعض الوسائل التي استخلصتها من هدي الإسلام و قواعده العامة نستطيع من خلالها معاً أن نفعّـل دور المسجد و نحيي شيئاً من رسالته التي غابت فكان لهذا  الغياب و اندراس تلك الرسالة أبلغ الأثر في تعرض المسلم للانجراف وراء التيارات المنحرفة المفسدة المشبوهة التي تستهدف نشر الفوضى و البلطجة و تضليل الناشئة بالدرجة الأولى و إبعادهم عن دينهم و إغراقهم في أوحال الرذيلة مستخدمة في ذلك شتى الوسائل من دور سينما و وسائل إعلام و شبكات اتصال و تواصل اجتماعي و غيرها ... فكانت تلك المآسي التي نعيشها و التي أدت لتخلف الأمة عن ركب الحضارة الإنسانية ...
وسائل تفعيل إحياء رسالة المسجد :
الوسيلة الأولى : تعيين أئمة و خطباء من أهل العلم و الإصلاح : إن كل ما سيتم ذكر من وسائل لتفعيل دور المسجد متوقف على طبيعة القائمين على بيوت الله ، و يأتي في أولهم إمام المسجد و خطيبه ، و كذلك مؤذنه ، و الأصل في هذه الوسيلة هو قوله - صلى الله عليه وسلم - : « يؤمُ القوم أقرؤهم لكتاب الله .. ففيه بيان أهمية هذه الولاية ، و أنه ليس كل أحد أحق بها ، وأكثر كتب الحديث وكتب الفقه تحدثت عن الإمامة و الخطابة و الأذان في أبواب خاصة ، حيث يتم ذكر الصفات الواجب توفرها في كل من إمام المسجد ، وخطيبه و مؤذنه ، بل أُفرِدَ هذا الأمر بالتصنيف في كتب مستقلة لأهمية الدور المنوط بهؤلاء القائمين على بيوت الله . يقول الشيخ خير الدين وانلي : « ولا يمكن للمسجد أن يقاوم كافة الانحرافات إلا إذا كان المسؤولون عنه ذوي مستوى عالٍ من الثقافة الإسلامية و النخوة الإسلامية و الوعي الإسلامي ، و إلا إذا حرصت وزارات الأوقاف الإسلامية على العناية بإعداد هؤلاء المسؤولين وكلما كان المسؤولون عن المسجد أصحاب رسالة محتسبين لوجه الله كانت الفائدة منهم أكبر ..
ولعل من الأساليب الحديثة في إعداد مسؤولي المساجد ، عقد الدورات التدريبية لهم خصوصاً للأئمة منهم بهدف تعليمهم ما قد يجهلونه من أحكام تخص المسجد و تنمية معارفهم ، و هذا التثقيف و التحصيل من متطلبات الولاية التي تقلدوها ، و إلا فإن فاقد الشيء لا يعطيه ؛ إذ كيف نرجو قيام المسجد برسالته ، و بدوره الفعال ، و القائمون على المسجد من أجهل الناس ، و أدناهم ثقافة و وعياً ؟
• الوسيلة الثانية : عقد الدروس الشرعية و الدورات العلمية : و ذلك بواسطة إمام المسجد و معاونيه في شتى صنوف العلوم الشرعية من عقيدة و فقه و حديث و تفسير وغيرها ، وذلك بين الفينة و الأخرى ، لا سيما في شهر رمضان و مواسم العُطَل و الإجازات و مما يدل على أن المسجد كان مهد مثل هذه الدروس العلمية قصة أبي هري رة - رضي الله عنه - حين مر بسوق المدينة ، فوقف عليها ، فقال : « يا أهل السوق ! ما أعجزكم ! قالوا : وما ذاك يا أبا هريرة ؟ قال : ذاك ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم وأنتم ها هنا ! ألا تذهبون فتأخذوا نصيبكم منه ! قالوا : وأين هو ؟ قال : في المسجد . فخرجوا سراعاً ، و وقف أبو هريرة لهم حتى رجعوا ، فقال لهم : ما لكم ؟ فقالوا : يا أبا هريرة ! قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نرَ فيه شيئاً يُقْسَم فقال لهم أبو هريرة : وما رأيتم في المسجد أحداً ؟ قالوا : بلى ! رأينا قوماً يصلون ، و قوماً يقرؤون القرآن ، و قوماً يتذاكرون الحلال و الحرام .. فقال لهم أبو هريرة : ويحكم ! فذاك ميراث محمد - صلى الله عليه وسلم - و لهذا كان الواحد من السلف إذا أراد أن يطلب العلم ، توجه أول ما يتوجه إلى بيت الله فعن صفوان بن عسال المرادي - رضي الله عنه - قال : « أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر ، فقلت له : يا رسول الله ! إني جئت أطلب العلم فقال : مرحباً بطالب العلم ، إن طالب العلم تحفّه الملائكة بأجنحتها ،ثم يركب بعضهم بعضاً حتى يبلغوا السماء الدنيا ،من محبتهم لما يطلب ..
ومن أولى أولويات الدروس العلمية : حلقات تحفيظ القرآن الكريم للناشئة ؛ فما زالت مساجد المسلمين عامرة منذ القديم بمثل تلك الحلقات التي يتخرج فيها حفظة كتاب الله ..
الوسيلة الثالثة : إلقاء المحاضرات و الندوات و الاعلان عنها مسبقا : و المقصود بذلك المحاضرات التي يحتاجها المسلمون في حياتهم و هذه تختلف عما سبق من حيث إنها لا تركز على شريحة معينة من المجتمع كطلبة العلم ، بل تتوجه إلى عموم الناس : المتعلم وغير المتعلم ، من النساء و الرجال ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : « إن الله و ملائكته و أهل السماوات و الأرضين حتى النملة في جحرها و حتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ، و إن من أهم المواضيع العامة التي يحتاجها الناس كلهم بيان أركان الدين الخمسة ، و أعظمها الصلاة ، و حث الناس على أدائها في جماعة خصوصاً فريضة الفجر فما بنيت المساجد إلا للصلاة و ذِكْر الله ..
ومن المواضيع المناسبة في هذا الموطن ما يتعلق بالأسرة و البيت و تربية النشء و مسائل النكاح و الطلاق و المشاكل الاجتماعية و الأسرية التي تعاني منها كثير من بيوت المسلمين و المجتمع كما نلاحظه الآن ..
الوسيلة الرابعة : إلقاء بعض الكلمات و المواعظ الموجزة عن طريق وجوه جديدة من المشايخ و العلماء التابعين للأوقاف و ابناء الازهر الشريف : يتم إلقاؤها بين فينة و أخرى يستفيد منها جميع روّاد المسجد خاصة أهل الحي و المنطقة كلها على أن يُرَاعى في ذلك كله الأوقات المناسبة حتى لا يملّ الناس ، وهكذا كان هديه - صلى الله عليه وسلم -
الوسيلة الخامسة : إنكار المخالفات الشرعية نصحاً لعامة المسلمين : وذلك عند وقوع أحد منهم في مخالفة داخل المسجد ، وقد جاءت السنَّة بالنهي عن أمور تتعلق بالمساجد كالبيع و الشراء فيها ، و نشدان الضالة ، و رفع الأصوات و المرور بين يدي المصلي و نحوه .. .
الوسيلة السادسة : إماتة البدع و إحياء السنن و التركيز على كل ما هو مفيد بإعتبار الدين المعاملة : يجب التعاون على إماتة البدع والخرافات من المسجد إن وُجدت ، ثم إحياء السنن التي أُميتت و ما أكثرها ! والبدع هي من المخالفات التي ينبغي القيام بالنصيحة عند حدوثها كالموالد و التبرك بأضرحة الأولياء و نحوه و لعل إقامة الاحتفالات بالمناسبات الدينية مثل الاحتفال بالمولد النبوي و ليلة الاسراء و المعراج و الاحتفال بليلة النصف من شعبان و كل ليالي شهر رمضان و بخاصة ليلة القدر و غيرها من المناسبات التي ينبغي حث المسلمين على حضورها  لإحياء تلك السنّة  النبوية المطهرة  بمحاضرات و دروس في المساجد فما نحن فيه الآن من متاعب أساسها البعد عن المنهج القويم و تعلق الناس بأمور الدنيا و انشغالهم بما لا يفيد و ينبغي التدرج في إحياء السنن وفق أحوال مجتمع المسجد وهذا الأمر يحتاج إلى فقه المقاصد و فقه المصالح و المفاسد ...
الوسيلة السابعة : جمع التبرعات و الصدقات للمحتاجين و الفقراء : و المقصود هو الدعم المالي المتواصل للمحتاجين من الأسر الفقيرة القاطنة بالحي ، و لدعم المشاريع الخيرية أو لقضايا المسلمين الهامة ، وكان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم فهذه نماذج تدل على مكانة المسجد ، ودوره في تدعيم الجانب الاقتصادي للمسلمين ، و أن الصدقات والتبرعات وما شابهها كانت تنطلق منه ..
ولعل ما يمر به العمل الخيري من تضييق الخناق عليه ، ومن حملات مسعورة تدعو لإيقافه ، محفز لنا لإحياء دور المسجد في هذا الجانب ، و تفعيل ذلك الدور ولو على المستوى الفردي ، وإني على يقين جازم أنه لو اعتنى كل مسجد بهذا الجانب ، و قام بأداء رسالته كما كانت في العهد الأول ، مع شيء من التنظيم و الترتيب الذي يتطلبه مثل هذا العمل ، من حيث التوزيع الدقيق للمستحقين ، و صرف الصدقات في أبواب البر التي يحتاجها المجتمع ، و قبل ذلك و بعده الإخلاص لله في ذلك ، لانتفع كثير من المحتاجين ، و سُدّت أفواه ، وأُشبعت بطون و قلت الانحرافات و الجرائم في المجتمع ..
الوسيلة الثامنة : بناء المساجد و تشييدها و ترميمها : و النصوص الدالة على فضل بناء المساجد كثيرة ، من أشهرها حديث عثمان - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : « من بنى مسجداً لله يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة ، وفي رواية « بنى الله له مثله في الجنة ».
الوسيلة التاسعة : عمارة المسجد الحسّية و المعنوية : لا شك أن الاهتمام بعمارة المسجد الحِسِّية من شعائر الله التي أمرنا بتعظيمها قال الله تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ } (النور : 36) ، قال قتادة : هي هذه المساجد أمر اللّه سبحانه وتعالى ببنائها وعمارتها و رفعها و تطهيرها. وفسر مجاهد رفعها ببنائها : فيدخل في رفعها ، بناؤها ، وكنسها ، وتنظيفها من النجاسات و الأذى . و مما يدخل في الاهتمام بالعمارة الحسية للمساجد العناية بتنظيفها و تطييبها بين فينة و أخرى ؛ إذ المساجد هي أحب البقاع إلى الله جل وعلا فهي أوْلى بالتنظيف والرعاية من غيرها .قالت عائشة - رضي الله عنها - : « أمرنا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - ببناء المساجد في الدور ، وأن تنظّف وتطيّب »
والأحاديث والآثار الواردة في الأمر بتنظيف المساجد و تطييبها كثيرة ، و يتأكد هذا الأمر في حال اجتماع الناس أوقات الصلاة ، أو يوم الجمعة ، أو في رمضان ، و نحوها من المناسبات ، كما ينبغي توفير وسائل الراحة لرواد بيت الله كبرادات مياه الشرب ، و المراوح او أجهزة التكييف ان توافرت صيفا ، وكذلك السخانات الكهربائية وأجهزة التدفئة في فترة الشتاء ، و أدوات التنظيف و الكنس الحديثة ، وغيرها من نِعَم الله التي أنعم بها علينا ، والتي لم تكن متوفرة إلى عهد قريب ، بل ولا تزال كثير من مساجد الله خالية منها ؛
الوسيلة العاشرة : العناية بمصليات النساء : و يشمله كل ما يشمل مصلى الرجال ، مع مراعاة الفوارق الشرعية فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يهتم بشأن النساء في المسجد فأذن لهن في الحضور إلى المسجد ، ونهى عن منعهن من ذلك مع إشارته إلى أن صلاتها في بيتها خير من صلاتها في المسجد ان خشين الفتنة و مع إذن الشارع الحكيم للنساء بشهود جماعة المسلمين بالمسجد إلا أنه حدّ حدوداً لا ينبغي تجاوزها ، ومن تلك الحدود منع النساء من حضورهن متزينات متعطرات ، و فصلهن عن صفوف الرجال درءاً لوقوع ما لا تحمد عواقبه ، وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - تخصيص يوم للنساء يعظهن فيه ويذكِّرهن ..ومما يؤسف له أن الكثير من المساجد لا تعطي مصليات النساء أهمية كبيرة ؛ فمن المساجد ما لا يوجد فيه مكان خاص للنساء أصلاً فضلاً عن أن يُهتم به ، و من المساجد ما لا تعير مصلى النساء اهتماماً ، من حيث تنظيفه و تطييبه ، بل تجده مهجوراً ، وكأنه ليس تابعاً للمسجد ، ومن مصليات النساء ما لا يُفتح إلا أياماً محددة كالجمعة من الأسبوع أو رمضان من السنة فحسب ؛ وكأن النساء لسن شقائق الرجال كما جاء في الحديث ..
إنني أنصح القائمين على بيوت الله أن يعيدوا النظر في أحوال المصليات النسوية بالمساجد ، و أن ينظروا ما تحتاجه تلك المصليات ، حتى تقوم بدورها كجزء مهم من أجزاء المسجد ، و إذا كان هذا الأمر مهمّاً في الماضي فهو أكثر أهمية في الحاضر مع اشتداد الهجمة على المرأة المسلمة و ثوابتها خاصة ان المرأة نصف المجتمع و ترعى النصف الآخر ..
الوسيلة الحادية عشرة : تعويد الصبيان على ارتياد المسجد : لا سيما المميزين منهم ؛ مع تعليمهم آداب المسجد ، وكان الصبيان المميِّز منهم و غير المميِّز في عهد السلف يدخلون المسجد ولا ينبغي تنفير الأولاد من بيوت الله بحجة أنهم مصدر إزعاج للمصلين ، أو سبب لذهاب الخشوع في الصلاة ؛ فهذه حجج واهية ، وما وسع الصحابة ينبغي أن يسعنا ، ومثل هذا الإزعاج إن صدر يمكن معالجته بأساليب صحيحة أخرى ، غير الطرد من المسجد ، فإن الطرد فيه مفاسد كثيرة ، أولها بُغض الصبي للمسجد ، و نفرته منه ، لا سيما إذا كبر ، و كفى بهذه مفسدة ، و الشارع الحكيم حرص على ترغيبهم في الصلاة بالمسجد لا تنفيرهم منه ، بالإضافة إلى أن تعويدهم الحضور للمسجد ، فيه فوائد أخرى عدا أداء الصلاة ، ومن ذلك رؤيتهم منظر التلاحم بين المسلمين بمختلف فئاتهم ، ولمسهم معالم التآخي بين المصلين ، فينشؤون على مثل هذه المفاهيم ، وإذا حضروا الجمعة تعلموا أدب الإنصات و حُسن الاستماع ، هذا إذا كانوا غير مميِّزين ، أما المميِّز منهم فإنه لا شك سيستفيد مما يسمع من خطبة أو محاضرة و سيتعلم الأحكام الشرعية ، و الآداب الإسلامية ، و التي سينقلها إلى أهل بيته لاحقاً ؛ فإن الاستجابة في الناشئة أسرع منها في الكبار وكما قال الشاعر :
و ينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده أبوهُ ...
الوسيلة الثانية عشرة : مكتبة المسجد : إن إنشاء مكتبة للاستعارة و المطالعة بداخل المسجد تحت إشراف إمام المسجد و طلبة العلم المميزين ، أو بجانبه ، من مستلزمات إقامة الدروس العلمية ، و الدورات الشرعية ، التي سبقت الإشارة إليها، فلا شك أن طلبة العلم الذين يفترض حضورهم للمسجد من أجل الدروس و المحاضرات، سيحتاج أكثرهم لشيء من الكتب و المراجع الموثوقة ، و يحذر من كتب المبتدعة و أهل الضلال و يجب تشجيع أهل المسجد و رواده على زيارة المكتبة ، و حثهم على القراءة المفيدة إذ هي الغاية من وجود المكتبة ..
- تحديد أوقات معلومة لفتح المكتبة و إغلاقها ، و وضع نظام للاستعارة ، وكذلك الإعلان عن كل مادة جديدة في المكتبة من كتب و أشرطة كاسيت و أقراص حاسوب و نحوه  ..
الوسيلة الثالثة عشرة : تفعيل أمر الأوقاف : من أهم مزايا الوقف في الشريعة الإسلامية أنه مستمر لا ينقطع ودائم لا يتوقف ، وبهذا يتم الحفاظ على حياة الجهات التي أوقف عليها ، و تاريخ الإسلام حافل منذ القدم على الوقف في وجوه البر المختلفة من مساجد و دور علم و مدارس و مستشفيات و رعاية أيتام وغيرها ، حتى أصبح هناك ديوان في عصر الأيوبيين و المماليك خاص لأوقاف المساجد و كان كثير من الصحابة و التابعين من الحكام والمحكومين يحبسون يوقفون ما يقدرون عليه من أموالهم في سبيل الله ..
والواجب على أهل المسجد تفعيل دور الأوقاف كوسيلة لإحياء رسالة المسجد من ناحيتين :
الأولى : نشر ثقافة الوقف على المساجد ، و ما يتعلق بها من دروس علمية و حلقات لتحفيظ القرآن ، و مكتبات ونحوها ، وتوعية الناس بها و حثهم على ذلك .
الثانية : العناية بأوقاف المساجد ، والاهتمام بها ، والحرص عليها من عبث العابثين . فإذا حرص القائمون على المسجد بالاعتناء بأوقاف المسجد ، و ضمان أن تعود ثمرة الوقف إلى المسجد ، لا إلى جهات أخرى ، فإن ذلك سوف يسهم في تأدية المسجد لدوره في الحياة . .
الوسيلة الرابعة عشرة : اللقاءات مع أهل الحي : إن قيام المسجد بأنشطة مختلفة : علمية و دعوية و اجتماعية و ثقافية وغيرها يتطلب تقييماً لمثل هذه الأنشطة بين فترة و أخرى ؛ لأنها تبقى أولاً وأخيراً أعمالاً بشرية ، يعتريها النقص ويكتنفها الخلل ، ومن أحسن الأساليب لعمل مثل ذلك التقييم ، عقد لقاء دوري يجمع أهل الحي بإمام المسجد أو من ينوب عنه ، لمراجعة أحوال المسجد و شؤونه . و من فوائد مثل هذا اللقاء ما يلي :
- سد أي خلل أو نقص فيما يتعلق بشؤون المسجد عموماً ولا سيما الأنشطة سالفة الذكر .
-  الاستفادة من مقترحات أهل الحي و آرائهم  .
- تشجيع المبادرات المتميزة بالمسجد ومكافأة من يقوم بها .
- الاطلاع على أنشطة و برامج المساجد الأخرى للاستفادة منها .
و هكذا فالمسجد سفينة نجاة للمجتمع  من الفوضى و التخلف و الحث على إتقان العمل و التحلي بمكار الأخلاق كون كل مسلم منوط به رفعة الأمة و السعي لتقدمه حسب موقعه و مجاله .. راجيا ان تنال رؤيتي لرسالة المسجد في نهضة المجتمع  و ما ينبغي ان يكون عليه حال المساجد إعجابكم ..
أعز الله الاسلام و المسلمين و بارك الله فيكم و في جهودكم و أسأله سبحانه أن ينفع بهذه الوسائل قارئها و العاملين عليها و المشاركين في قيامها ابتغاء مرضاة الله ....... أشرف هميسة

 




التعليقات (1)

1 - تصحيح

أشرف هميسة - 2013-08-28 20:10:51

رسالة المسجد في الاسلام تطبيق منهج الدين المعاملة قولا و عملا ..

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !