أرسل إلىّ الأستاذ /نزار الثورى تعليقا ساخنا على مقالى (غرام وانتقام فى ميدان الحسين) وأود أن يكون الرد عليه فى مقال خاص ليكون أكثر إتاحة للمناقشة من يدافع عمايرى بهذه الحماسة جدير بأن يسمع له ويرد عليه ومن المستهجن -فى رأيى -أن نقرأ ونمضى بل يهمنى جدا أن نقرأ ونسمع ثم يكون لنا موقف أيا كان .ولن أقول لك:إن رائحة التعصب الشيعى تفوح بشدة من كلماتك فهذا شأنك ولن أقول (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)ولكن ألفت النظر إلى:
أولا:أن الصحابة رضوان الله عليهم جميعا بشر غير معصومين وموقف كل منهم له مايبرره من وجهة نظرهويمكن أن تصل المواقف إلى حد الاقتتال وهذا غير مستحب ولكنه وارد لطبيعة النفس الإنسانية ولهذا نبهنا القرآن إلى هذه النقطة"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين"الحجرات .فهذه الآية تبين أن المؤمنين يمكن أن يتقاتلوا وأن بعضهم يمكن أن يكون باغيا وأنه يجب رد الباغى ولو بالقتال .وفى معناها أيضا أنالبعض منهم -على فضله-يمكن أن تغره الدنيا ولذلك سمى باغيا ,ولهذا كله فالصحابة -رضى الله عنهم جميعا-تحت هذا السقف لايشذ منهم أحد.
ثانيا:فى عصرنا الحالى مايسمى بالتكييف القانونى للقضية يراعى فيه ظروفها وظروف أطرافهاوأحيانا قيد القضية ضد مجهول أو تحفظ لعدم كفاية الأدلة وهذا أقرب شبها بقضية الفتنة الكبرى فالتراث المكتوب الذى وصل إلينا ليس قولا واحدا فيها فهناك روايات وروايات مضادة وكل ينصر رأيه
ومن هنا كان لنا أن نتوقف كثيرا قبل الحكم بإدانة فريق من الفرقاء.
وهذا ما اختاره عمربن عبد العزيز رضى الله عنه وهو من الأمويين حين قال:"تلك فتنة عصمنى الله من الخوض فيها فلا أغمس لسانى فيها".
ثالثا:وعلىالرغم من كل ذلك فإن هناك علامات فارقة لاينبغى إهمالها:
1-أن السيدة /عائشة رضى الله عنها ندمت على موقفها من على رضى الله عنه
2-أن طلحة والزبير غدرا موقع المعركة وأعرضا عن الاشتراك فى الفتنة ودفعا حياتهما ثمنا لذلك.
3-أن الحسين الشهيد رضى الله عنه كان ثائراخرج على ظلم يزيد وفسقه.
4-أن الحسن رضى الله عنه -وهو الأخ الأكبر للشهيد الحسين آثر أن يقمع الفتنة وأن يترك الدنيا لطلابها.ولكن أخاه الشهيد آثر تسجيل موقف الإنكار وموقف كليهماصحيح فقد تنازلالحسن لمعاوية وهو صحابى .وثار الحسين على يزيد المعروف بفسقه كما أنه بداية بدعة التوريث.
5-أن عثمان رضى الله عليه كان رجلا ضعيفا فآثر أن يستعين بقرابته ظنا منه أنهم أطوع له ولكن بعضهم لم يكن على مستوى الظن به.وأظن أن الرجل أدرك أنه أخطأ فقرر أن يتحمل المسئولية فرفض أن يدافع عنه الصحابة وقد كان كثير منهم فى المدينة منهم على رضى الله عنه وكان أن قتل رحمه الله
6-أن الشيعة فى العراق قديما قد أسلموا الحسين إلى قتلته خوفا من جيوش يزيد فهم أحق باللوم.
7-أن انتساب الشيعة فى أى زمان وأى مكان إلى على رضى الله عنه لايعطيهم حقوقا خاصة بل انتساب أهل البيت إلى النبى صلى الله عليه وسلم لاغنى عنهم من الله شيئا وإلا دخلنا فيما يشبه التوريث وهذه السلسلة التى يقدسها الشيعة لاقداسة لها فى الإسلام كماأنه لاقداسة لأبى بكر وعمر بل لاقداسة للرسول صلى الله عليه وسلم فالقدوس هو الله وحده .
8-ادعاء الشيعة الآن أنهم وحدهم على الحق وأن العوام (أهل السنة كما يسمونهم)على الباطل بل كفار هذا زعم فاسد كما أن زعم أهل السنة أن عموم الشيعة كفار زعم فاسد والصواب أن على عقلاء الأمة من الطرفين الحرص على الجلوس معا فذلك أولى من محاولتهم مع البابا وعليهم أن يتحاكموا إلى كتاب الله وإلى المصلحة العلياللأمة وإذا صدقت النواياسيلتئم شمل المسلمين وسيكون ذلك -كما أسميه- فتح الفتوح .
9-بين يدىّ الآن كتاب (لله ثم للتاريخ ) للسيد/حسين الموسوى وهو عالم شيعى المولد والثقافة يتبرأ فيه من بدع الشيعة ويحملهم مسئولية الفرقة بين المسلمين
وسأحاول لاحقا عرض هذا الكتاب باعتباره شهادة واحد من أهل الاختصاص .
التعليقات (0)