رائحة الأناناس
،
كانت بأوراقها
كالنائمة
لكنها ليست كذلك
لا أدري إن كانت بين
يديّ
أم على سريرٍ ورديّ
وقطرات الأناناس
تتشقق من جيوبها
كقطرات الندى
حتى غدت رائحتها
تملأ المكان
وكأن الخمر ملأ الوريد
والشريان
وبدأت أدوخ وأدوخ
وهي تذوب وتذوب
وسألتها ما الذي يجري
هل شربنا الخمر وانتشينا
رُوَيْحة هذه الليلة
أم اهتز بنا المكان
والرؤية تأوهت الأنا
بكَثْرَة الألوان
،
كالنائمة هي
لكنها ليست كذلك
ابتسمت لي
وقالت:
هذه رائحة الأناناس
ألا تريد أن تشرب
كأسا يا فتى
قلت لها:
أريد أكل الأناناس كله
لكن لا أعرف من أين أبدا
قالت: كلها لك
وأنت اختار المكان
بدأت أشهق
وقلبي يرجف ويخفق
قلت: ما هذا
هل أنا ثملت من رائحة الأناناس
قالت:
لا . . هذه أنا
حين تذوقت أول المكان
قلت: يا ويلي
من هذا المكان
هل كله لي أنا
قالت: نعم ..
ولا تترك للغد قطعة
قلت: كيف
وأنا أدمنت الأناناس
والمكان
قالت: لك وعدٌ مني
كل يومٍ آتيك بالأناناس
،
كالنائمة هي
لكنها ليست كذلك
قالت:
تعال وخذ كأساً يا فتى
قلت لها: اتركيني الآن
أني أذوب من رائحة الأناناس
قالت: المسه إذن بيديك
وتحسس كل المكان
قلت:
أخاف أن يحرق أصابعي
والشفة واللسان
قالت: إذن تمهل
وخذ نفسا عميقا
وداعبه وتحسس بأنفك
حرارة المكان
إن كان نارا
أو بدأ بالاشتعال
وانفخ عليه
لعله يبرد قليلا
وعندها خذ قبلة
ولا تبتعد أكثر عن
المكان
،
كالنائمة هي
لكنها ليست كذلك
قالت:
تعال وخذ كأساً يا فتى
قبل أن ينتهي رحيق
الأناناس
وتختفي الرائحة عن هذا
المكان
قلت: يكفيني اليوم
أني تعطرت بأنفاسه
وتعلقت بعض قطراته
على الشفة واللسان
وغداً سوف أتذوقه من
يديك أنتِ
واغتسل من سيل قطراته
واكتسى عطراً جديداً
له رائحة الأناناس
،،
قلم رصاص:
ياسر حمّاد
التعليقات (0)