ذكرى وفاة عبد الناصر
فى 28 سبتمبر 1970 , نامت الدنيا على الخبر الفجيعة .
فقدت الأمة ابنا بارا من أنبل وأخلص أبناءها على مر التاريخ .
أنصفه البعض فوفاه حقه , وهو الآن بين يدى ربه فحسابه وأجره على الله .
وتطاول عليه البعض , فى محاولة للهدم والتشويه , ورغم ادعاءهم الثقافة والفكر , فقد غاب وعيهم نحت مظلة الحقد , ونسوا أو تناسوا ان ما تفعله الجرذان فى جدار الهرم لا يؤثر فى بنيانه وثباته وكيانه .
نقدر انه سلوك فطرى من الجرذان – جبلت عليه – تشحذ اسنانها , وتخرب وتشوه , وتثبت وجودها .
لم نأله عبد الناصر , ولم نضف عليه قداسة , فهو بشر يخطىء ويصيب , وتجربته – كأى تجربة انسانية – قابلة للمراجعة والتقييم وللنقد والنقاش الموضوعى الهادف – وهو ما يفعله بعض المثقفين الموضوعيين - .
كما لا ننكر حق الفئران أو نصادر على وجودها , بقدر ما نعى ضآلة تأثيرها .
ونتذكر أنه مهما رقصت الكلاب على جثث الأسود فانه :
تبقى الأسود أسودا , والكلاب كلابا .
فى 28 سبتمبر 2009
نهدى رائعة نزار قبانى " قتلناك يا آخر الأنبياء "
نهديها الى محبى وعشاق عبد الناصر , والى كل الوطنيين المخلصين الشرفاء ,
كما نهديها الى ........... الذين يتبولون تحت أو على جدار الهرم . ________________________________________
قصيدة قتلناك لنزار قبانى
فى رثائه لجمال عبد الناصر
________________________________________
قتلناك ياآخر الانبياء
قتلناك
ليس جديداً علينا
اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من رسول قتلنا
وكم من إمام ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء
فتاريخنا كله محنة
وأيامنا كلها كربلاء
نزلت علينا كتابا جميلاً
ولكننا لا نجيد القراءة
وسافرت فينا لأرض البراءه
ولكننا ما قبلنا الرحيلا
تركناك فى شمس سيناء وحدك
تكلم ربك فى الطور وحدك
وتعرى وتشقى وتعطش وحدك
ونحن هنا نجلس القرفصاء
نبيع الشعارات للأغبياء
ونحشو عقول الجماهير تبناً ..وقشاً
ونتركهم يعلكون الهواء
قتلناك يا جبل الكبرياء
وأخر قنديل زيتٍ
يضيئ لنا فى ليالى الشتاء
وأخر سيف من القادسية
قتلناك نحن بكلتا يدينا
وقلنا :المنية
لماذا قبلت المجىء الينا
فمثلك كان كثيراً علينا
سقيناك سم العروبة حتى شبعت
رميناك فى نار عمان حتى
أريناك غدر العروبة حتى كفرت
لماذا ظهرت بأرض النفاق
لماذا ظهرت
فنحن شعوب من الجاهلية
ونحن التقلب
نحن التذبذب
والباطنية
نبايع أربابنا فى الصباح
ونأكلهم حين تأتى العشية
قتلناك يا حبنا وهوانا
وكنت الصديق ، وكنت الصدوق، وكنت أبانا
وحين غسلنا يدينا ..
اكتشفنا بأنا قتلنا مُنانا
وأن دماءك فوق الوسادة
كانت دمانا
نفضت غبار الدراويش عنا
أعدت إلينا صبانا
وسافرت فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهو والعنفوانا
ولكننا
حين طال المسير علينا
وطالت أظافرنا ولحانا
قتلنا الحصانا
فتبّت يدانا
فتبّت يدانا
أتينا إليك بعاهاتنا
وأحقادنا وانحرافاتنا
إلى أن ذبحناك ذبحاً
بسيف أسانا
فليتك فى أرضنا ما ظهرت
وليتك كنت نبى سوانا
أبا خالد يا قصيدة شعر
تقال.. فيخضر منها المداد
إلى أين
يا فارس الحلم تمضى
وما الشوط
حين يموت الجواد
إلى أين
كل الأساطير ماتت
بموتك وانتحرت شهرزاد
وراء الجنازة سارت قريش
فهذا هشام وهذا زياد
وهذا يريق الدموع عليك
وخنجرة تحت ثوب الحداد
وهذا يجاهد فى نومه
وفى الصحو يبكى عليه الجهاد
وهذا يحاول بعدك
وبعدك ..كل الملوك رماد
وفود الخوارج جاءت جميعاً
لتنظم فيك ملاحم عشق
فمن كفروك ..ومن خونوك
ومن صلبوك بباب دمشق
أنادى عليك أبا خالد
وأعرف أنى أنادى بوادٍ
وأعرف أنك لن تستجيب
وأن الخوارق ليست تعاد
التعليقات (0)