مواضيع اليوم

دين التعايش والحضارة

Riyad .

2012-04-29 05:34:11

0

 دين التعايش والحضارة
كانت حادثة الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة تمثل المرحلة الأولى لتأسيس أول مجتمع إسلامي وفق الأهداف والغايات التي يؤمن بها ذلك المجتمع الذي بنى دولة من لاشيء تلك الغايات والأهداف أنتجت مجتمع وفعل سياسي غير مسبوق ومعروف من قبل في صحراء مترامية الأطراف ومتعددة الثقافات .
ذلك المجتمع قام على مبدأ التعاقد والتعايش والتسامح المبني على حرية اعتقاد كل فرد واحترام خصوصياته وحفظ حقوقه , حيث أعطى اليهود حق إتباع دينهم ومعتقداتهم
دون تأثير أو تضييق فهم امة لها خصوصيتها الدينية والثقافية , فكان هنالك اختلاف في الأمة الدينية وانصهار في الأمة السياسية فنصت الوثيقة التي كاتب فيها النبي صلى الله عليه وسلم أهل المدينة على نقاط متعددة وتعد تلك الوثيقة أول وثيقة دستورية عرفها التاريخ ومن بين نصوصها كان النص التالي [ وإن يهود بني عوف امة مع المؤمنين , لليهود دينهم , وللمسلمين دينهم , فلهم ما للمسلمين وعليهم ماعلى المسلمين ], ولم تكن وثيقة المدينة الوحيدة بل هناك وثائق متعددة لعل من بينها وثيقة معاهدة أهل نجران , وغيرها من الوثائق التي احتضنت أعراق وثقافات ولم تقصي احد لأي سبب كان , لقد استطاع مجتمع المدينة الوليد أن يتقبل ويستوعب فئات متعددة معارضة لسياسة النبي صلى الله عليه وسلم من منافقين وأعراب وغيرهم , وذلك الفعل لم يكن معهوداً في الحضارات البشرية السابقة .
الشريعة الإسلامية لم تحرم احد من ممارسة حقوقه ولم تمنعه من التمتع بمبدأ المواطنة الكاملة , هذا هو الإسلام لكن البعض حرم المسلمين ممن يختلف معهم في الأفكار والقناعات من حقوقهم ومواطنتهم والسبب في ذلك يعود للفهم الممزوج بالخطاء فلم يقرأ ولم يدرس التاريخ جيداُ ولم يساءل نفسه سؤال بديهي لقد حفظ الإسلام حقوق أتباع الديانات والثقافات ووثيقة المدينة وغيرها خير دليل على ذلك فكيف بمن هو مثلنا مسلم لا يختلف عنا إلا في جزئيات بسيطة اليس أولى أن تٌحفظ حقوقه ويتحقق له مبدأ المواطنة بغض النظر عن قناعاته .
المشكلة ليست في الإسلام المشكلة فيمن تصدى للقضايا الكٌبرى وفسر ونظر وتلك حقيقة كٌبرى, لسنا بحاجة لشهادة مستشرقين يتحدثون عن سماحة الإسلام نحن بحاجة لفهم الواقع ودراسة التاريخ فالتاريخ اثبت أن الأمم تعايشت مع امة الإسلام في السابق وواقعنا يقول أن المسلمين أقصوا بعض أبناء جلدتهم وبعض مخالفيهم لأسباب غير مقنعة فالاختلاف سمة بارزة في الأمم لكن ذلك الاختلاف لا يبرر الإقصاء أو التهميش.
رسولنا الكريم قدوة لنا لكن البعض لا يدرك ذلك جيداً .اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى ..

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات