|
|
ديكاستل
|
|
ربما
كانت الصدفة وحدها هي ما ألقت بميشيل ديكاستل في طريق الزمالك. ولكن إذا
أجرى أحدهم بحثا دقيقا بين المرشحين لمنصب المدير الفني، فإن اسم المدرب
السويسري كان لا بد أن يوضع على رأس القائمة لأنه يمتلك كل ما يحتاجه
الفريق الأبيض في هذه المرحلة الصعبة.
ملخص تاريخ الرجل يؤكد أنه خبير بالفوز ببطولات الدوري، يدري الكثير عن
الكرة في إفريقيا السمراء وشمال إفريقيا، ويتقاضى مقابلا ماليا يستطيع
الزمالك توفيره.
أما كلماته فتبرز أمرا مماثلا في الأهمية، إن لم يكن أهم: ديكاستل يعرف
تماما تكوين اللاعب العربي بمميزاته وعيوبه كما يدرك طبيعة الحياة في
البلدان الإسلامية ويحترم عاداتها وتقاليدها.
ويقول ديكاستل في سياق حوار أجراه مع صحيفة "لو تون" التونسية الناطقة
بالفرنسية إن اللاعب الإفريقي والعربي بصفة خاصة "لديه مهارات عالية جدا،
ولكن يعوزه الاهتمام باللياقة البدنية، وعدم الترفع عن التدريب على
الأساسيات، والاحتفاظ بثباته تحت الضغط".
ويوضح "عندما يتعرض اللاعبون هنا للمراوغة بالكرة، فإنهم يعتبرونها إهانة شخصية تستلزم الانتقام، ولكن عليهم أن ينضجوا أكثر من ذلك".
ويضيف "عملت في بلدان إسلامية وأعلم أن علي احترام شخصيات للاعبين
وعقلياتهم وعاداتهم خارج الملعب على نفس قدر أهمية تطبيق النمط الأوروبي
في التدريب والمباريات".
وكأنه يتحدث عن المصريين تحديدا!
خبرات ديكاستل تثبت أهميتها بسبب انتهاء محاولات الزمالك للتعاقد مع مدير
فني "عالمي" صنع تاريخا في أوروبا إما بالفشل مثلما حدث مع الإيطالي
ألبرتو زاكيروني، أو أن تطبيقها واجه صعوبات كثيرة وهو ما وضح في نموذج
هنري ميشيل.
فزاكيروني، الذي لم يدرب خارج إيطاليا من قبل، طلب مبلغا ماليا كان من
الصعب على الزمالك تسديده، إضافة إلى شعوره بنوع من الصدمة من طبيعة
المنشآت ونظام الدوري في مصر مقارنة ببلده.
أما ميشيل، فعلى الرغم من تحقيق نتائج جيدة مع الزمالك وتعلق الجماهير به،
فإنه واجه مصاعب في التعامل مع إدارة النادي ما دفعه للرحيل، إضافة إلى
خلافات داخلية مع أعضاء الجهاز المعاون بسبب سلوكيات شخصية (تتذكرون
بالطبع اتهامات المدرب العام محمود سعد له بتأثير الخمور على عمله!)
إذن، فالعالمية ليست الحل الأمثل لمشاكل الزمالك. ولكن ربما تكون الإجابة الصحيحة في ديكاستل، الذي بلغ عامه الـ53 في أكتوبر الماضي.
خبير الدوري
تدرج ديكاستل في مناصب تدريبية مختلفة حتى بدأ العمل مديرا فنيا في عام 1995 مع يفيدرون السويسري ومنه إلى ديليمو.
ولكن الانطلاقة الحقيقية كانت حينما طلب منه مدربه السابق ومؤسس أكاديمية
أسيك ميموزا جون-مارك جويلو، والتي تخرج فيها أفضل لاعبي الأفيال في الجيل
الحالي، أن يتولى منصب المدير الفني للفريق الأول في أسيك.
وذهب "ميني" - كما يفضل أن تدليله من قبل المقربين منه – إلى مغامرة جديدة
تماما في أبيدجان لمدة موسمين ولكنها كانت ناجحة بكل المقاييس لمدرب يخرج
للمرة الأولى خارج بلاده.
وقاد ديكاستل أسيك للفوز بلقبين في بطولة الدوري الإيفواري الممتاز قبل أن
ينتقل شمالا إلى العاصمة التونسية حيث وافق على عرض من نادي الترجي، أحد
قطبي الكرة في تونس عام 2002.
وعلى الرغم من الاختلاف الكبير بين الكرة في كل من كوت ديفوار في تونس،
فإن ديكاستل استطاع في إنهاء الموسم بطلا للدوري قبل أن يواصل سفره الذي
وجهه إلى المغرب حيث واصل هوايته وقاد نادي الوداد للفوز بالدوري في موسمه
الأول.
|
|
|
• 1994: درب فريق يفيدرون سبورت
• 1997: قاد فريق رينيه دليميو السويسري، وظل معه حتى قاده للصعود إلى دوري الدرجة الأولى عام 1999.
• 2000: قاد فريق أسيك ميموزا وحصد معه لقبين للدوري حتى اضطر لترك الفريق عام 2001 بسبب الحرب الأهلية التي نشبت في كوت ديفوار.
• 2002: انتقل إلى تونس حيث قاد فريق الترجي التونسي إلى التتويج بطولة الدوري.
• 2003: انتقل إلى المغرب حيث تولي تدريب نادي الوداد وفاز معه بالدوري إلا أنه أقيل بعد خسارته على أيدي غريمه التقليدي الرجاء.
• 2004: وقع مع نادي الصفاقسي التونسي وفاز معه ببطولتي الكأس والدوري التونسيين.
• 2008: انتقل إلى النجم الساحلي التونسي، ووصل معه إلى نهائي كأس الكونفدرالية.
|
|
|
|
|
|
|
أقيل من النجم بسبب تعادلين
|
|
ومع موسمه الثاني، قاد ديكاستل الفريق للوصول إلى نهائي كأس المغرب إضافة
إلى المنافسة على لقب الدوري ولكن الخسارة في ربع نهائي دوري أبطال
إفريقيا والهزيمة أمام الرجاء في الدربي كلفت الرجل منصبه.
واستطاع ديكاستل بخبرته التي بدأت تنضج مع الكرة الإفريقية أن يفهم سبب الإقالة.
يقول ديكاستل: "حينما تفوز بمباراتين أو ثلاثة، تصبح معشوق الجميع سواء
إدارة أو جماهير .. ولكن حينما تخسر مباراة كبيرة، فإن قرار الإقالة يصدر
قبل مغادرة الملعب! إنه جنون".
مرة ثانية، وكأنه يتحدث عن المصريين.
مغامرة الصفاقسي
وفي عام 2004، عاد ديكاستل إلى تونس ليأخذ على عاتقه مهمة أكثر صعوبة:
إعادة بناء فريق الصفاقسي، ومحاولة الفوز بأول بطولة للنادي منذ عشر سنوات.
وبدأ ديكاستل ومساعده ويليام نايدرهاوزر في العمل على إرساء بعض القواعد
الاحترافية في فريق عاصمة الجنوب التونسية، والذي يشجعه نحو مليون شخص من
أبناء صفاقس.
وحصد الفريق نتاج مجهودات ديكاستل سريعا بالفوز بكأس تونس في العام نفسه،
ثم الإنجاز الأكبر بانتزاع الدوري التونسي من تحت أنف عملاق العاصمة
الترجي في 2005.
وأخذ ديكاستل نجاح الصفاقسي إلى أبعد من المستوى المحلي، إذ وصل مع الفريق
إلى نهائي دوري أبطال العرب وفاز باللقب على حساب الإسماعيلي.
رحل ديكاستل عن الصفاقسي لمدة موسم واحد تولى خلاله المسؤولية المدرب
الوطني مراد محجوب قبل أن يعود من جديد لمدينته المفضلة مع بداية موسم
2007-2008.
بدأ ديكاستل الموسم مع الصفاقسي بصورة جيدة ولكن حدثا فريدا من نوعه أجبره
على الرحيل من النادي في مارس 2008، إذ وقعت عليه عقوبة الإيقاف لمدة ستة
أشهر من قبل الاتحاد التونسي بعد انسحاب فريقه أمام الترجي في الدوري.
انسحب الفريق اعتراضا على عدم توفير حكم المباراة حماية كافية للاعبين ومن
ثم تعرض المهاجم النيجيري أجيمن أوبوكي لإصابة مروعة في المباراة.
وعلى الرغم من أن قرار الانسحاب جاء بتعليمات من رئيس النادي صلاح الدين
الزحاف، إلا أن ديكاستل دفع ثمنه بنفسه. ورفض المدرب حينها اقتراحا بتدريب
الفريق من المدرجات مفضلا تقديم استقالته.
لاعب متواضع
عاد ديكاستل بداية الموسم الحالي إلى التدريب في تونس مع النجم الساحلي هذه المرة.
وعلى الرغم من قيادة الفريق إلى نهائي كأس الكونفيدرالية، فإنه أقيل في
أكتوبر الماضي للتعادل في مباراتين متتاليتين في الدوري مع الأوليمبي
الباجي واتحاد المنستير علما بأن فريقه كان يحتل المركز الثاني بفارق ثلاث
نقاط فقط عن الترجي.
وديكاستل – مثل كثير من المدربين الجيدين – لم يحقق شيئا يذكر كلاعب كرة.
بدأ ديكاستل حياته في نادي نيوشاتل عام 1974 واستمر فيه لمدة خمسة مواسم
قبل الانتقال إلى فرنسا حيث لعب لنادي ستراسبورج بين عامي 79 و81.
عاد ديكاستل إلى سويسرا مع نادي سيرفيت ومكث فيه حتى عام 88 قبل أن يختتم مشواره بموسم أخير مع ناديه الأصلي نيوشاتل.
ولعب ديكاستل مباراة دولية واحدة مع منتخب سويسرا طوال مشواره، كانت في
تصفيات كأس العالم 1986 أمام أيرلندا وانتهت بخسارة بلاده بثلاثة أهداف
نظيفة.
|
التعليقات (0)